المشهد النّفيسي (a)) وإلى كيمان مصر ومن الكيمان إلى السّور بجوار باب القرافة (a)، ومرّوا من تجاه المشهد بالعمائر إلى أن اتّصلت بعمائر مصر وباب القرافة، (a)) وعمّر أيضا بحكر الخليفة أبي الرّبيع سليمان من جوار السّيّدة نفيسة، فصارت بيوتا كثيرة ومساكن عديدة، كلّ ذلك في أيّام النّاصر بعد سنة إحدى عشرة وسبع مائة (a) (١).
خطّ قناطر السّباع
كان هذا الخطّ في أوّل الإسلام يعرف بالحمراء القصوى (b)، نزل فيه طائفة تعرف ببني الأزرق وبني روبيل. ثم دثرت هذه الخطّة، وبقيت صحراء فيها ديارات وكنائس للنّصارى تعرف بكنائس الحمراء. فلمّا زالت دولة بني أميّة، ودخل أصحاب بني العبّاس إلى مصر في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، نزلوا في هذه الخطّة، وعمّروا بها فصارت تتّصل بالعسكر. وقد تقدّم خبر العسكر في هذا الكتاب (٢).
فلمّا خرب العسكر، وصار هذا المكان بساتين وغيرها، إلى أن حفر الملك النّاصر محمد بن قلاوون البركة النّاصريّة، وأنشأ ميدان المهارى والزّربيّة (c) (٣) والرّبعين بجوار الجامع الطّيبرسي على شاطئ النّيل، بنى النّاس في حكر آقبغا، واتّصلت العمائر من خطّ السّبع سقايات وخطّ قناطر السّباع حتى اتّصلت بالقاهرة ومصر والقرافة، وذلك كلّه من بعد سنة عشرين وسبع مائة.
[بئر الوطاويط]
هذه البئر أنشأها الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن جعفر بن الفرات - المعروف بابن حترابة - لينقل منها الماء إلى السّبع سقايات التي أنشأها وحبسها لجميع المسلمين التي كانت بخطّ الحمراء، وكتب عليها:
(a-a) إضافة من مسودة الخطط. (b) ساقطة من بولاق. (c) بولاق: الزريبة. التّربة الخاتونية، وأنّ دارها الآن سكن أمير المؤمنين المتوكل على اللّه أبي عبد اللّه محمد بن الإمام المعتضد باللّه أبي الفتح أبي بكر بن الإمام المستكفي باللّه أبي الربيع سليمان خليفة الزمان؛ وفيما يلي ٧٨٥. (١) المقريزي: مسودة الخطط ٤٦ و- ظ. (٢) فيما تقدم ٥٦: ٢ - ٨٠، وقارن المقريزي: مسودة الخطط ٤٦ ظ - ٤٧ و. (٣) عن الزّربيّة لا الزربية، انظر فيما تقدم ٤٣٥.