للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عدول مصر يقال له: ابن عمروس فدفع له اللّوح وأمره بالمضيّ إلى الرّاهب فإن فسّر له نقل عنه ما يقول له وندب معه قوما. فمضى إلى مكان الرّاهب فلطف به وأطلعه على سبب حضوره إليه.

فلمّا وقف على اللّوح قال: نعم هذا يقول: أنا أكبر الملوك وذهبي أخلص الذّهب، فسطر هذا وعاد إلى أحمد بن طولون. فلمّا علم ذلك قال: قبّح اللّه، من يكون هذا الكافر، من أكبر منه، ولا ذهبه أخلص من ذهبه؟ فاستدعى أهل الخيرة لاستخلاص الذّهب وأقام دار الضّرب فكان يتولاّها بنفسه ويحصل إليه ما يعلّق منها في النّار يختمه ويفتحه ويتحرّى العيار، فإذا صحّ له أمر بضربه دنانير. ولم يزل على ذلك حتى مات فاعتمد ابنه خمارويه ذلك بعده. فلمّا انتقلت البلاد إلى الخلفاء لم يسعهم مباشرة هذه الأمور بأنفسهم فأسندوها إلى قاضي القضاة e، فكان القاضي يحضر التّغليق بنفسه ويختم عليه ويحضر للموعد الآخر لفتحه (١).

وكان القاضي لا يصرف إذا ولّي (a) إلاّ بجنحة، ولا يعدّل أحدا إلاّ بتزكية عشرين شاهدا، عشرة من مصر وعشرة من القاهرة، ورضى الشّهود به، ولا يحتمي أحد على الشّرع، ومن فعل ذلك أدّب (٢).

ذكر (a) قاعة الفضّة

وهي من جملة قاعات القصر، (b) ذكرها الأمير جمال الملك موسى بن المأمون البطائحي في «تاريخه» (b) (٣).

ذكر قاعة السّدرة

كانت بجوار المدرسة والتّربة الصّالحيّة، واشتراها قاضي القضاة شمس الدّين محمّد بن إبراهيم بن عبد الواحد بن عليّ بن سرور المقدسي الحنبلي، مدرّس الحنابلة بالمدرسة الصّالحيّة (٤)،


(a) ساقطة من بولاق.
(b) (b-b) إضافة من مسودة الخطط.
(١) ابن الطوير: نزهة المقلتين ١٠٨ - ١٠٩؛ ابن الفرات: تاريخ ١٣٨: ١/ ٤ - ١٣٩؛ المقريزي: مسودة المواعظ ٢٧٨ - ٢٧٩؛ القلقشندي: صبح الأعشى ٤٦١: ٧ - ٤٦٢.
(٢) نفسه ١٠٨ - ١٠٩؛ المقريزي: مسودة المواعظ ٢٧٧ - ٢٧٩؛ القلقشندي: صبح الأعشى ٤٦١: ٣ - ٤٦٢.
(٣) ابن المأمون: أخبار مصر ١٧؛ المقريزي: مسودة المواعظ ١١٤، واتعاظ الحنفا ٦٧: ٣.
(٤) المتوفى سنة ٦٧٦ هـ/ ١٢٧٧ م (راجع ترجمته عند، الصفدي: الوافي بالوفيات ٩: ٢ - ١٠؛ المقريزي: المقفى الكبير ١٠٣: ٥ - ١٠٧؛ ابن حجر: رفع الإصر ٣٤١ - ٣٤٢).