هذا الباب مكانه اليوم في داخل درب السّلاّمي بخطّ رحبة باب العيد. وهو عقد محكم البناء، ويعلوه قبّة قد عملت مسجدا، وتحتها حانوت يسكنه سقّاء، ويقابله مسطبة. وأدركت العامّة وهم يسمّون هذه القبّة بالقاهرة، ويزعمون أنّ الخليفة كان يجلس بها ويرخي كمّه، فتأتي النّاس وتقبّله. وهذا غير صحيح.
وقيل لهذا الباب باب العيد؛ لأنّ الخليفة كان يخرج منه في يومي العيد إلى المصلّى بظاهر باب النّصر، فيخطب بعد أن يصلّي بالنّاس صلاة العيد، كما ستقف عليه عند ذكر المصلّى إن شاء اللّه (١).
وفي سنة إحدى وستين وستّ مائة، بنى الملك الظّاهر بيبرس خانا للسبيل بظاهر مدينة القدس، ونقل إليه باب العيد هذا فعمله بابا له؛ وتم بناؤه في سنة اثنتين وستين (٢).
باب قصر الشّوك
وهو الذي كان يتوصّل منه إلى قصر الشّوك، وموضعه الآن تجاه حمّام عرفت بحمّام الأيدمري - ويقال لها اليوم حمّام يونس (٣) - عند موقف المكاريّة بجوار خزانة البنود، على يمنة السّالك منها إلى رحبة الأيدمري.
وهو الآن زقاق ينتهي إلى بئر يسقى منها بالدّلاء، ويتوصّل من هناك إلى المارستان العتيق وغيره. وأدركت منه قطعة من جانبه الأيسر (٤).
(١) فيما يلي ٤٧٨ - ٤٩٢. (٢) ابن شداد: تاريخ الملك الظاهر ٣٥١؛ المقريزي: السلوك ٤٩١: ١؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ١٩٤: ٧. وكان باب العيد يقع في الواجهة الشمالية الشرقية للقصر في شقة جدار القصر المواجهة للواجهة الجنوبية لدار الوزارة الكبرى (خانقاه بيبرس الجاشنكير الآن). وكان هذا الباب يقع داخل درب السّلاّمي - أحد الدروب الأربعة التي حلّت محل مساحة رحبة باب العيد - وموضعه اليوم ظهر مدرسة عمر مكرم الابتدائية بشارع قصر الشوق بالجمالية، التي بنيت مكان وقف الست نفيسة الشهيرة بوكالة عبده رقم ٢٠ بالشارع Fu'?d Sayyid، A.،) (op.cit.، pp. ٢٦٣ - ٦٤. (٣) لم يفرد المقريزي هذه الحمام بمدخل خاص. (٤) Fu'?d Sayyid، A.، op.cit.، pp. ٢٧٠ - ٧١.