اللّه - وقطع على سنة خمس وعشرين وسبع مائة» (١)، وأضاف في «المقفّى» أنّه كتاب كبير وأنّ وفاة مؤلّفه كانت سنة ٧٣٠ هـ/ ١٣٣٠ م (٢).
وقد ذكر المقريزي في أكثر من نصف صفحة عدد ما ذكره ابن المتوّج من خطط الفسطاط وأزقّتها ودروبها وخوخها وأسواقها … إلخ (٣). ولكن أكثر ما ذكره ابن المتوّج باد ودثر «في وباء سنة تسع وأربعين وسبع مائة ثم وباء سنة إحدى وستين ثم في غلاء سنة ستّ وسبعين وسبع مائة»(٤). ولا نعرف عن هذا المؤلّف غير ما اقتبس منه المقريزي ومعاصراه القلقشندي وابن دقماق ثم السّيوطي في «حسن المحاضرة»(٥).
ويحوي كتاب «صبح الأعشى في صناعة الإنشا» لأبي العبّاس أحمد بن علي القلقشندي المتوفي سنة ٨٢١ هـ/ ١٤١٨ م فصلا هامّا عن خطط الفسطاط والقاهرة والقلعة (٦) اعتمد فيه على العديد من المصادر المتقدّمة أهمها الكندي والقضاعي والشّريف النّسّابة وابن عبد الظّاهر وابن المتوّج وابن فضل اللّه العمري.
أمّا ابن دقماق والأوحدي معاصرا المقريزي فسأتناول مؤلّفيهما عند حديثي عن مشكلة تحرير كتاب الخطط (٧).
[قاهرة المقريزي]
تراجعت مكانة القاهرة بشدّة في العقود الأخيرة للقرن الثّامن الهجري وفي مطلع القرن التّاسع الهجري، فقد وصل الغزو المغولي بقيادة تيمور لنك من جديد إلى مشارف مصر، وتزايدت الأزمات التي بدأت تصيب مصر منذ سنة ٧٧٦ هـ/ ١٣٧٤ م فارتفعت الأسعار وكثر الغلاء وطالت مدّته وكثرت الحروب الأهلية والفتن بين أهل الدولة. وقد أرجع المقريزي سبب خراب إقليميّ مصر والشّام في هذا الوقت إلى سوء تدبير الملك النّاصر فرج بن برقوق وقال عنه إنّه كان
(١) المقريزي: الخطط ٣٤٢: ١، وكذلك السيوطي: حسن المحاضرة ٣: ١. (٢) المقريزي: المقفى الكبير ١٦٠: ٦؛ ابن إياس: بدائع الزهور ٤٦١: ١/ ١. (٣) المقريزي: الخطط ٣٤٢: ١ - ٣٤٣. (٤) المقريزي: المواعظ والاعتبار فيما يلي ١٠. (٥) القلقشندي: صبح ٣٣٣: ٣، ٣٣٤، ٣٣٦، ٣٣٨، ٣٤١؛ ابن دقماق: الإنتصار ١٤: ٤، ١٨، ٥٣، ٥٥، ٥٩، ٧٥، ٧٧، السيوطي: حسن المحاضرة ٣: ١. (٦) القلقشندي: صبح الأعشى ٣٢٥: ٣ - ٣٧٥. (٧) فيما يلي ص ٥٦ - ٦٤.