هذا المكان من جملة القصر الكبير، وكان قاعة، فسكنها الوزير الصّاحب الأمير الكبير معين الدّين حسين ابن شيخ الشّيوخ صدر الدّين بن حمويه، في أيام الملك الصّالح نجم الدّين أيوب، فعرف به (١).
وأدركت هذا المكان خطّا يعرف بالقصر، يتوصّل إليه من زقاق تجاه حمّام بيسري، وفيه عدّة دور: منها دار الطّواشي سابق الدّين ومدرسته المعروفة بالمدرسة السّابقيّة. وكان يتوصّل إليه من الرّكن المخلّق أيضا، من الباب المظلم تجاه سور سعيد السّعداء، المعروف قديما بباب الرّيح (٢).
ثم عرف بباب (a) قصر ابن الشّيخ، وعرف في زمننا بباب القصر، إلى أن هدمه جمال الدّين الأستادّار كما يأتي إن شاء اللّه (٣).
قصر الزّمرّد
/ هو من جملة القصر الكبير، وعرف أخيرا بقصر قوصون، ثم عرف في زمننا بقصر الحجازيّة. وقيل له: قصر الزّمرّد لأنّه كان بجوار باب الزّمرّد أحد أبواب القصر. ووجد به في سنة بضع وسبعين وسبع مائة تحت التّراب عمودان عظيمان من الرّخام الأبيض، فعمل لهما ابن عابد رئيس الحراريق السّلطانية أساقيل، وجرّهما إلى المدرسة التي أنشأها الملك الأشرف شعبان بن حسين تجاه الطّبلخاناة من قلعة الجبل (٤).
وأدركنا لجرّ هذين العمودين أوقاتا في أيام تجمّع النّاس فيها من كلّ أوب لمشاهدة ذلك، ولهجوا بذكرهما زمنا، وقالوا فيهما شعرا وغناء كثيرا، وعملوا أنموذجات (b) من ثياب الحرير وتطريز المناديل عرفت بجرّ العمود. وكانت الأنفس حينئذ منبسطة، والقلوب خالية من
(a) ساقطة من بولاق. (b) بولاق: نموذجات. (١) فيما يلي ٤٢٨، ٣٣: ٢؛ Fu'?d Sayyid، A. op.cit.، p. ٢٥٣. (٢) فيما يلي ٣٩٣: ٢. (٣) فيما يلي ٤٢٨. (٤) انظر المقريزي: السلوك ٢٥١: ٣ - ٢٥٢؛ أبا المحاسن: النجوم الزاهرة ٦٧: ١١؛ ابن إياس: بدائع الزهور ١/ ١٥٤: ٢ وفيما يلي ٢: مسودة (المدرسة الظاهرية المستجدة).