للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان على بستان ابن ثعلب سور مبني وله باب جليل، وحدّه القبلي إلى منشأة ابن ثعلب، وحدّه البحري إلى الأرض المجاورة للميدان السّلطاني الصّالحي (١) وإلى أرض الجزائر، وفي هذا الحدّ أرض الخور وهي من حقوقه. وحدّه الشّرقي إلى بستان الدّكّة وبستان الأمير قراقوش.

وحدّه الغربي إلى الطّريق المسلوك فيها إلى موردة السّقّائين قبالة بستان السّرّاج؛ وموردة السّقّائين هذه موضع قنطرة الخرق الآن (٢).

وابن ثعلب هذا هو الشّريف الأمير الكبير فخر الدّين إسماعيل بن ثعلب الجعفري الزّينبي، أحد أمراء مصر في أيّام الملك العادل سيف الدّين أبي بكر بن أيّوب وغيره، وصاحب المدرسة الشّريفيّة بجوار درب كركامة على رأس حارة الجوذريّة من القاهرة (٣).

وانتقل من بعده إلى ابنه الأمير حصن الدّين ثعلب، فاشتراه منه الملك الصّالح نجم الدّين أيّوب بن الملك الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيّوب بن شاذي، بثلاثة آلاف دينار مصرية، في شهر رجب سنة ثلاث وأربعين وستّ مائة. وكان باب هذا البستان في الموضع الذي يقال له اليوم باب اللّوق.

وكان هذا البستان ينتهي إلى خليج الخور، وآخره من المشرق ينتهي إلى الدّكّة بجوار المقس.

ثم انقسم بعد ذلك قطعا، وحكرت أكثر أرضه وبنى النّاس عليها الدّور وغيرها. وبقيت منه إلى الآن قطعة عرفت ببستان الأمير أرغون النّائب بديار مصر أيّام الملك النّاصر، ثم عرف بعد ذلك ببستان ابن غراب.

وهو الآن على شاطئ الخليج النّاصري، على يمنة من سلك من قنطرة قدادار بشاطئ الخلية من جانبه الشّرقي إلى بركة قرموط، وبقيت من بستان ابن ثعلب قطعة تعرف ببستان بنت الأمير بيبرس إلى الآن، وهو وقف. ومن جملة بستان ابن ثعلب أيضا الموضع الذي يعرف ببركة قرموط، والموضع المعروف بفم الخور.

وأمّا منشأة ابن ثعلب

فإنّها بالقرب من باب اللّوق، وحكرت في أيّام الشّريف فخر الدّين بن ثعلب المذكور فعرفت به، وهى تعرف اليوم بمنشأة الجوّانيّة لأنّ جوّانيّة الغنم كانوا يسكنون فيها فعرفت بهم. وأدركتها


(١) حاشية بخط المؤلّف: «الميدان الصّالحي موضعه الآن من جامع الطّبّاخ بباب اللّوق إلى قنطرة قدادار». وانظر فيما يلي ٦٢٦ - ٦٢٧.
(٢) انظر فيما يلي ٤٩٢ - ٤٩٣.
(٣) انظر فيما يلي ٣٧٣: ٢.