للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[دار الأحمدي]

هذه الدّار من جملة حارة بهاء الدّين، وبها مشترف عال فوق بدنة من بدنات سور القاهرة، ينظر منه أرض الطّبّالة/ وخارج باب الفتوح، وهي إحدى الدّور الشهيرة، عرفت بالأمير بيبرس الأحمدي (١).

بيبرس الأحمدي - ركن الدّين أمير جاندار (٢): تنقّل في الخدم أيّام الملك النّاصر محمد بن قلاوون إلى أن صار أمير جاندار أحد المقدّمين. فلمّا مات الملك النّاصر، قوي عزم قوصون على إقامة الملك المنصور أبي بكر بعد أبيه وخالف بشتاك. فلمّا نسب المنصور إلى اللّعب، حضر إلى باب القصر بقلعة الجبل وقال: إيش (a) هذا اللّعب (٣)!

فلمّا ولي النّاصر أحمد أخرجه لنيابة صفد، فأقام بها مدّة. ثم أحسّ من النّاصر أحمد بسوء، فخرج من صفد بعسكره إلى دمشق وليس بها نائب، فهمّ الأمراء بإمساكه، ثم أخّروا ذلك وأرسلوا إليه الإقامة، فقدم البريد من الغد بإمساكه. فكتب الأمراء من دمشق إلى السّلطان يشفعون فيه، فعاد الجواب بأنّه لابد من القبض عليه ونهب ماله وقطع رأسه وإرساله، فأبوا من ذلك، وخلعوا الطّاعة، وشقّوا عليه (b) جميعا فلم يكن بأسرع من ورود الخبر من مصر بخلع النّاصر أحمد، وإقامة الصّالح إسماعيل في الملك بدله، والأحمديّ مقيم بقصر تنكز من دمشق.

فورد عليه مرسوم بنيابة طرابلس فتوجّه إليها وأقام بها نحو الشهرين، ثم طلب إلى مصر فسار إليها، وأخرج لمحاصرة أحمد بالكرك، فحصره مدّة ولم ينل منه شيئا، ثم عاد إلى القاهرة، فأقام بها حتى مات في يوم الثلاثاء ثالث عشر المحرّم سنة ستّ وأربعين وسبع مائة وله من العمر نحو الثمانين سنة.


(a) بولاق: أي شيء.
(b) بولاق: وشقوا العصا جميعا.
(١) هنا على هامش نسخة ص: «خربت الآن».
(٢) الأمير ركن الدّين بيبرس الأحمدي، المتوفى سنة ٧٤٦ هـ/ ١٣٤٥ م. (الصفدي: أعيان العصر ٨١: ٢ - ٨٣، الوافي بالوفيات ٣٥٣: ١٠ - ٣٥٤؛ المقريزي: المقفى الكبير ٥٥٥: ٢ - ٥٥٧، السلوك ٦٩٨: ٢؛ ابن حجر: الدرر الكامنة ٣٥: ٢ - ٣٦؛ أبو المحاسن: المنهل الصافي ٤٧٩: ٣ - ٤٨١، النجوم الزاهرة ١٤٣: ١٠).
(٣) انظر فيما تقدم ١٠٠.