(a)) ساطلمش الفاخري أنعم عليه بإمرة عشرة عوضا عن سنجر الأسندمري بحكم وفاته في ثالث عشر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وسبع مائة، ومات في ثالث ذي الحجة منها (a).
جامع ابن عبد الظّاهر
هذا الجامع بالقرافة الصّغرى، قبلي قبر اللّيث بن سعد، كان موضعه يعرف بالخندق (١). أنشأه القاضي فتح الدّين محمد بن عبد اللّه بن عبد الظّاهر بن نشوان بن عبد الظّاهر الجذامي السّعدي الرّوحي (٢)، من ولد روح بن زنباع الجذامي، بجوار قبر أبيه. وأوّل ما أقيمت به الخطبة في يوم الجمعة الرابع والعشرين من صفر سنة ثلاث وثمانين وستّ مائة، وكان يوما مشهودا لكثرة من حضر من الأعيان.
ابن عبد الظّاهر
ولد بالقاهرة في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وست مائة، وسمع من ابن الجمّيزي وغيره، وحدّث وكتب في الإنشاء، وساد في دولة المنصور قلاوون بعقله ورأيه وهمّته، وتقدّم على والده القاضي محيي الدّين - وهو ماهر في الإنشاء والكتابة - بحيث كان من جملة من يصرّفهم بأمره ونهيه، وكان الملك المنصور يعتمد عليه ويثق به.
ولمّا ولي القاضي فخر الدّين بن لقمان الوزارة، قال له الملك المنصور: من يلي عوضك كتابة السّرّ؟ فقال: القاضي فتح الدّين بن عبد الظّاهر، فولاّه كتابة السّرّ عوضا عن ابن لقمان، وتمكّن من السّلطان وحظي عنده، حتى إنّ الوزير فخر الدّين بن لقمان ناول السّلطان كتابا، فأحضر ابن
(a-a) إضافة من هامش نسخة آياصوفيا. (١) اندثر الآن هذا الجامع وزالت معالمه بسبب ما أقيم على أرضه من المقابر، وكان واقعا بجبّانة الإمام اللّيث بالقرب من تربة الفخر الفارسي بالقرافة الصغرى جنوب القاهرة. (أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٢١٠: ٩ هـ ٢). (٢) فتح الدّين محمد بن عبد اللّه بن عبد الظّاهر صاحب ديوان الإنشاء ومؤتمن المملكة بالدّيار المصرية، هو ابن القاضي محيي الدّين عبد اللّه بن عبد الظّاهر صاحب كتاب «الرّوضة البهيّة الزّاهرة في خطط المعزّيّة القاهرة». توفي في حياة أبيه سنة ٦٩١ هـ/ ١٢٩١ م بقلعة دمشق ودفن بسفح قاسيون، وفجع فيه والده. (الصفدي: الوافي بالوفيات ٣٦٦: ٣ - ٣٦٨؛ أبو المحاسن: الدليل الشّافي ٦٤٢ - ٦٤٣).