والجواشن (١) والكزاغندات (a) (٢) الملبّسة ديباجا، المكوكبة بكوابج (b) فضّة، وغير ذلك ممّا ذكر أنّ قيمته تزيد على عشرين ألف دينار، فحملوا جميع ذلك إلى (c) بعد صلاة المغرب.
ولقد شاهدت بعض حواشيهم وركابياتهم يكسرون الرّماح، ويتلفون بذلك أعوادها الزّان ليأخذوا المهارك الفضّة، ومنهم من يجعل ذلك في سرواله (d) وعمامته وجيبه، ومنهم من يستوهب من صاحبه السّيف الثّمين.
وكان فيها من الرّماح الطّوال الخطيّة السّمر الجياد عدّة، حملوا منها ما قدروا عليه، وبقي منها ما كسره الرّكابية ومن يجري مجراهم، كانوا يبيعونه للمغازليين ولصنّاع المرادين حتى كثر هذا الصّنف بالقاهرة. ولم تعترضهم الدّولة، ولا التفتت إلى قدر ذلك ولا احتفلت به، وجعلته هو وغيره فداءا لأموال المسلمين وحفظا لما في منازلهم (٣).
[ديوان المجلس]
قال ابن الطّوير: ديوان المجلس هو أصل الدّواوين قديما، وفيه علوم الدّولة بأجمعها، وفيه عدّة كتّاب، ولكلّ واحد مجلس مفرد، وعنده معين أو معينان. وصاحب هذا الدّيوان هو المتحدّث في الإقطاعات، ويلحق بديوان النّظر (٤)، ويخلع عليه وينشأ له السّجلّ، وله المرتبة والمسند والدّواة والحاجب إلى غير ذلك (٥).
(a) بولاق: الكراعيدات. (b) بولاق: بكواكب. (c) ساقطة من بولاق. (d) بولاق: سراويله. (١) جوشن ج. جواشن. الدّرع Cahen، Cl.، Un) (traite d'armurerie، p. ١١٦. (٢) كزاغند ج. كزاغندات. لفظ فارسي الأصل معناه المعطف القصير الذي يلبس فوق الزّرديّة، وكان يصنع من القطن أو الحرير المبطن المنجّد Dozy، R.، Supl.Dict.) Ar.II، p. ٤٧٠؛ المقريزي: السلوك ٢٥٣: ١ هـ ٤؛ ابن واصل: مفرج الكروب ٤٤: ٢ هـ ٥). وعند الطّرسوسي أنّ الكازغندات ممّا استخرجه مولّد والأعراب وهي زرديات رفاع يلبس عليها ثياب قد بسط فوقها مشاقة الحرير والمصطكا وتكسى بالثياب الديباج أو غيرها وتخاط عليها وتحسّن بالتنبيت بالحرير وغيره (Cahen Cl.، op.cit.، p. ١١٦). (٣) هذا النّصّ الطويل المنقول من كتاب «الذّخائر والتّحف» لا يوجد في النسخة الوحيدة من الكتاب التي وصلت إلينا، وهي دليل على أن ما وصل إلينا من الكتاب منتخبات أو مختارات منه. (٤) انظر فيما تقدم ٢٢١: ١ س ٨، ٢٦٨ س ٢١. (٥) ابن الطوير: نزهة المقلتين ٧٤ - ٧٥.