قال الشّابشتي: دير مرحنّا على شاطئ بركة الحبش، وهو قريب من النيل، وإلى جانبه بساتين أنشأ بعضها الأمير تميم بن المعزّ، ومجلس على عمد حسن البناء مليح الصّنعة مسوّر أنشأه الأمير تميم أيضا. وبقرب الدّير بئر تعرف ببئر ممّاتي، عليها جمّيزة كبيرة يجتمع الناس إليها، ويشربون تحتها.
وهذا الموضع من مغاني اللعب، ومواطن القصف والطرب، وهو نزه في أيّام النيل وزيادة البحر وامتلاء البركة، حسن المنظر في أيّام الزّرع والنواوير، لا يكاد حينئذ يخلو من المتنزّهين والمتطرّبين، وقد ذكرت الشّعراء حسنه وطيبه (١). وهذا الدّير يعرف اليوم بدير الطين (بالنون).
[دير أبي النعناع]
هذا الدّير خارج أنصنا، وهو من جملة عماراتها القديمة، وكنيسته في قصره لا في أرضه، وهو على اسم أبي يحنّس القصيّر، وعيده في العشرين من بابه (٢)، وسيأتي ذكر أبي يحنّس هذا (٣).
[دير مغارة شقلقيل]
هو دير لطيف معلّق في الجبل، وهو نقر في الحجر على صخرة تحتها عقبة، لا يتوصّل إليه من أعلاه ولا من أسفله ولا سلّم له، وإنّما جعلت له نقور في الجبل، فإذا أراد أحد أن يصعد إليه
(١) الشابشتي: الديارات ٢٨٩ - ٢٩٠؛ ياقوت: معجم البلدان ٥٣٥: ٢ - ٥٣٦؛ ابن فضل اللّه العمري: مسالك الأبصار ٣٦١: ١ - ٣٦٢ وهو فيه: دير مر يحنّا، وانظر كذلك Coquin، R. -G.، CE art.Dayr al-Tin III، pp. ٨٨١ - ٨٢. (٢) مدينة أنصنا التي كان يقع بها هذا الدّير أصلها مدينة Antinoe التي أنشأها في شرق النيل الإمبراطور الروماني هدريان قبرا لغلامه أنطونيو (أنطونيوس) الذي غرق عندها في النيل، ثم بنى حوله أعيان المدينة مساكنهم، وعندما جاء العرب أطلقوا عليها اسم أنصنا. وبسبب خراب هذه المدينة اعتبارا من عام ١٢٣٠ هـ/ ١٨١٥ م قيّد زمامها باسم الشيخ عبادة، إحدى توابع أنصنا، وصار اسم قرية الشّيخ عبادة يطلق على كلّ المدينة. وهي تقع الآن في مركز ملّوي بمحافظة المنيا. (ياقوت: معجم البلدان ٢٦٥: ١ - ٢٦٦؛ محمد رمزي: القاموس الجغرافي ١٣٢: ١ - ١٣٣، ٢/ ٦٣: ٤؛ وانظر عن الدّير Coquin، R. -G.، Martin، M. & Grossmann، P.، CE art.Dayr Abu Hinnis III، pp. ٧٠١ - ٣. (٣) فيما يلي ١٠٤٢.