قال البكريّ: الفرماء - بفتح أوّله وثانيه ممدود على وزن «فعلاء» وقد تقصر - مدينة تلقاء مصر (٢).
وقال ابن خالويه في كتاب «ليس»: الفرما هذه سمّيت بأخي الإسكندر، كان يسمّى الفرما، وكان كافرا، وهي قرية أمّ إسماعيل بن إبراهيم (٣)، انتهى.
ويقال اسمه الفرما بن فيلقوس، ويقال فيه ابن فليس، ويقال بليس. وكانت الفرما على شطّ بحيرة تنّيس، وكانت مدينة خصباء، وبها قبر جالينوس الحكيم.
وبنى بها المتوكّل على اللّه حصنا على البحر، تولّى بناءه عنبسة بن إسحاق أمير مصر في سنة تسع وثلاثين ومائتين عندما بنى حصن دمياط وحصن تنّيس، وأنفق فيها مالا عظيما.
ولمّا فتح عمرو بن العاص عين شمس أنفذ إلى الفرماء أبرهة بن الصّبّاح، فصالحه أهلها على خمس مائة دينار هرقليّة وأربع مائة ناقة وألف رأس من الغنم، فرحل عنهم إلى البقّارة.
وفي سنة ثلاث وأربعين وثلاث مائة نزل الرّوم عليها، فنفر الناس إليهم وقتلوا منهم رجلين. ثم نزلوا في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وثلاث مائة، فخرج إليهم المسلمون وأخذوا منهم مركبا، وقتلوا من فيه وأسروا عشرة.
وقال اليعقوبي: الفرما أوّل مدن مصر من جهة الشّمال، وبها أخلاط من النّاس، وبينها وبين البحر الأخضر ثلاثة أميال (٤).
وقال ابن الكنديّ: ومنها الفرما، وهي أكثر عجائب، وأقدم آثارا، ويذكر أهل مصر أنّه كان منها طريق إلى جزيرة قبرس في البرّ، فغلب عليها البحر، ويقولون إنّه
(١) اندثرت اليوم مدينة الفرما وتعرف آثارها بتلّ الفرما على بعد ثلاثة كيلومترات عن ساحل البحر المتوسط وعلى بعد ٢٣ كيلومترا شرقي محطة الطينة الواقعة على الطريق الذي يربط بين بورسعيد والإسماعيلية. ويوجد بالقرب من تل الفرما أطلال قلعة قديمة تسمى قلعة الطينة لوقوعها في أرض موحلة، وكانت هذه القلعة تستخدم كمنفى لغير المرغوب فيهم من المصريين إلى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي. (البكري: جغرافية مصر ٩٢ - ٩٣؛ مجهول: الاستبصار ٨٩؛ ياقوت: معجم البلدان ٢٥٥: ٤؛ ابن دقماق: الانتصار ٥٣: ٥؛ محمد رمزي: القاموس الجغرافي ٩١: ١ - ٩٢؛ ١٣٨ .. (Maspero & Wiet، Materiaux p (٢) أبو عبيد البكري: معجم ما استعجم ١٠٢٢. (٣) لا يوجد هذا الخبر فيما وصل إلينا من كتاب «ليس في كلام العرب» لابن خالويه. (٤) اليعقوبي: كتاب البلدان ٣٣٠.