هذه الدّار من أجلّ دور القاهرة، وبابها من نحاس بديع الصّنعة يشبه باب المارستان المنصوري، وكان تجاهها إسطبل كبير يعلوه ربع فيه عدّة مساكن، عرفت بالأمير جمال الدّين آقّوش الرّومي السّلاح دار النّاصري (١)، وتوفى سنة خمس (a) وسبع مائة، وهي ممّا وقفه على تربته بالقرافة، وقد خرب إسطبلها وعلوّه وبيع نقض ذلك، وتداعت الدّار أيضا للسّقوط فأبيعت أنقاضا، وصارت من جملة الأملاك (٢).
دار بنت السّعيدي
هذه/ الدّار بحارة برجوان، عرفت بقاعة حنيفة بنت السّعيدي إلى أن اشتراها شهاب الدّين أحمد بن طوغان دوادار الأمير سودون الشّيخوني نائب السّلطان في سنة تسع وتسعين وسبع
(a) بولاق: سبع، وفي المقفى والدرر الكامنة: تسع. (١) الأمير جمال الدّين آقوش الرّومي السّلاح دار النّاصري، المتوفى سنة ٧٠٩ هـ (٧٠٥) / ١٣٠٩ م. (المقريزي: المقفى الكبير ٢٣١: ٢؛ ابن حجر: الدرر الكامنة ٤٢٦: ١). (٢) هنا على هامش نسخة ص: «ملكها وما يقابلها المقرّ الزّيني أبو بكر بن مزهر ناظر ديوان الإنشاء الشّريف وعمّرها وجعل بابها النّحاس على مدرسته التي أنشأها مكان الإسطبل، فجاءت من أحسن المدارس صورة وزهارة وحسن رخام ودهان، تأنّق فيها إلى الغاية ﵀». أقول: المقرّ الزّيني تقيّ الدّين أبو بكر بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الخالق بن عثمان المعروف بمزهر الدمشقي الأنصاري، ولي أوّلا نظر الإسطبل ثم أضيف إليه الجوالي المصرية ثم الشّامية ثم خانقاه سعيد السّعداء ووكالة بيت المال ثم نظر الجيوش، وأخيرا نظر ديوان الإنشاء حتى وفاته في سادس رمضان سنة ٨٩٣ هـ/ ١٤٨٨ م. (السخاوي: الضوء اللامع ٨٨: ١١ - ٨٩؛ ابن إياس: بدائع الزّهور ٢٥٥: ٣). ومدرسة أبي بكر بن مزهر أنشأها بجوار داره بحارة برجوان سنة ٨٨٤ هـ/ ١٤٧٩ م، وهي مسجلة بالآثار برقم ٤٩ وتعدّ من روائع العمارة المملوكية الجركسية (راجع، Devonshire، R.L.، «Abu Bekr ibn Muzhir et sa mosquee au Caire»، Melanges Maspero III، pp. ٢٧ - ٣١.؛ عاصم محمد رزق: «مدرسة القاضي أبي بكر بن مزهر بالقاهرة ٨٨٤ - ٨٨٥ هـ/ ١٤٧٩ - ١٤٨٠ م»، دراسات آثارية إسلامية ٢ (١٩٨٠)، ٦٩ - ٩١، -