جيّد الإنشاء، حدّث عن الشّيخ عزّ الدّين عبد العزيز بن عبد السّلام وغيره.
ومنهم محيي الدّين يحيى بن الصّاحب جمال الدّين أبي المآثر فضل اللّه بن مجلّي بن دعجان ابن خلف بن نصر بن منصور بن عبيد اللّه بن عليّ بن محمد بن أبي بكر عبد اللّه بن عبيد اللّه بن عمر بن الخطّاب القرشي العدوي العمري (١)، ولي كتابة السّرّ بالدّيار المصرية عن الملك النّاصر محمد (a)، نقل إليها من كتابة سرّ دمشق لمّا مرض علاء الدّين (b) ابن الأثير كاتب السّرّ (b) باستدعائه إلى مصر، وأقيم بدله في كتابة سرّ دمشق شرف الدّين أبو بكر بن الشّهاب محمود.
وكان استقراره في محرّم سنة ثلاثين وسبع مائة، فباشرها إلى ثاني عشر شعبان سنة اثنتين وثلاثين، ونقل منها إلى كتابة السّرّ بدمشق، وطلب شرف الدّين بن الشّهاب محمود، فاستقرّ في كتابة السّرّ بمصر إلى شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين، فطلب محيي الدّين من دمشق هو وابنه شهاب الدّين أحمد، فوصلا إلى القاهرة غرّة جمادى الأولى، وخلع عليهما ورسم لهما بكتابة السّرّ، نقل (c) ابن الشّهاب محمود إلى كتابة السّرّ بدمشق. فلم يزل محيي الدّين يباشر كتابة السّرّ هو وابنه إلى أن كان من تنكّز السّلطان لولده شهاب الدّين ما كان. وذلك أنّه كان استعفي من الوظيفة لثقل سمعه وكبر سنّه، فأذن له أن يقيم ابنه القاضي شهاب الدّين يباشر عنه، فصار الاسم لمحيي الدّين والمباشر ابنه شهاب الدّين، إلى أن حضر الأمير تنكز نائب الشّام إلى القلعة، وسأل السّلطان في علم الدّين محمد بن قطب الدّين أحمد بن مفضّل - المعروف بابن القطب - أن يولّيه/ كتابة السّرّ بدمشق.
وكان السّلطان لا يمنع تنكز شيئا يسأله، فخلع عليه، وأقرّه في ذلك عوضا عن جمال الدّين عبد اللّه بن الأثير. فأخذ شهاب الدّين ينقّصه عند السّلطان بأنّه نصراني الأصل، وليس من أهل صناعة الإنشاء ونحو ذلك، والسّلطان مغض عنه غير ملتفت إلى ما يرمى به رعاية لتنكز. فلمّا كتب توقيع ابن القطب، أراد تكثير الألقاب والزّيادة له في المعلوم. فامتنع شهاب الدّين من كتابة ذلك، وكان حادّ المزاج، قويّ النّفس، شرس الأخلاق، ففاجأ السّلطان بغلظة ومخاشنة في
(a) ساقطة من بولاق. (b-b) ساقطة من بولاق. (c) بولاق: طلب. (١) انظر ترجمة محيي الدّين يحيى بن فضل اللّه العمري، المتوفى سنة ٧٣٨ هـ/ ١٣٣٨ م عند، الصفدي: أعيان العصر ٥٧١: ٥ - ٥٧٦؛ المقريزي: السلوك ٤٥٧: ٢؛ ابن حجر: الدرر الكامنة ١٩٩: ٥؛ أبي المحاسن: النجوم الزاهرة ٣١٦: ٩، الدليل الشافي ٧٧٩: ٢ - ٧٨٠.