للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طغجي الأمير سيف الدّين (١) -

كان من جملة مماليك الملك الأشرف خليل ابن قلاوون، ترقّى في خدمته حتى صار من جملة أمراء ديار مصر. فلمّا قتل الملك الأشرف، قام طغجي في المماليك الأشرفيّة، وحارب الأمير بيدرا، المتولّي لقتل الأشرف، حتى أخذه وقتله.

فلمّا أقيم الملك الناصر محمد بن قلاوون في المملكة، بعد قتل بيدرا، صار طغجي من أكابر الأمراء، واستمرّ على ذلك بعد خلع الملك الناصر بكتبغا مدّة أيّامه؛ إلى أن خلع الملك العادل كتبغا، وقام في سلطنة مصر الملك المنصور لا جين، وولي مملوكه الأمير سيف الدّين منكوتمر نيابة السّلطنة بديار مصر، فأخذ يواحش أمراء الدّولة بسوء تصرّفه.

واتّفق أنّ طغجي حجّ في سنة سبع وتسعين وستّ مائة، فقرّر منكوتمر مع المنصور أنّه إذا قدم من الحجّ يخرجه إلى طرابلس، ويقبض على أخيه الأمير سيف الدين كرجي. فعندما قدم طغجي من الحجاز، في صفر سنة ثمان وتسعين وستّ مائة، رسم له بنيابة طرابلس، فثقل عليه ذلك، وسعى بإخوته الأشرفية حتى أعفاه السّلطان من السّفر.

فسخط منكوتمر، وأبى إلاّ سفر طغجي، وبعث إليه يلزمه بالسّفر - وكان لا جين منقادا لمنكوتمر لا يخالفه في شيء - فتواعد طغجي وكرجي مع جماعة من المماليك، وقتلوا لا جين.

وتولّى قتله كرجي وخرج، فإذا طغجي في انتظاره على باب القلّة من قلعة الجبل، فسرّ بذلك، وأمر بإحضار من بالقلعة من الأمراء - وكانوا حينئذ يبيتون بالقلعة دائما - وقتل منكوتمر في تلك الليلة، وعزم على أنّه يتسلطن، ويقيم كرجي في نيابة السّلطنة، فخذله الأمراء.


= بشارع الحلمية رقم ٧، جدّدها علي باشا مبارك عند تجديد داره المجاورة لها سنة ١٢٨١ هـ/ ١٨٦٤ م وبداخلها ضريح سيف الدّين طغج. (علي مبارك: الخطط التوفيقية ١٤٦: ٢ - ١٤٧ (٣٩)، ١٠٢: ٦ (٣٧)؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ١١٢: ٩ هـ ٣).
(١) راجع ترجمة الأمير سيف الدّين طغجي - بالطاء المهملة والعين المعجمة والجيم - المتوفى مقتولا سنة ٦٩٨ هـ/ ١٢٩٨ م، عند الصفدي: أعيان العصر ٦٠٤: ٢ - ٦٠٥، الوافي بالوفيات ٤٥٢: ١٦ - ٤٥٣؛ النويري: نهاية الأرب ٣٦٥: ٣١ - ٣٦٦ (وهو فيه طقجي بالقاف)؛ ابن أبيك: كنز الدرر ٣٧٧: ٨ - ٣٨٣؛ ابن حبيب: تذكرة النبيه ٢١٢: ١؛ المقريزي: المقفى الكبير ٢١: ٤ - ٢٦، السلوك ٨٦٥: ١ - ٨٦٨؛ أبي المحاسن: النجوم الزاهرة ١٨٣: ٨، المنهل الصافي ٤١٤: ٦ - ٤١٥.
وهو صاحب الرّبع المعروف ب «ربع طغج» الذي كانت بقاياه قائمة في المنطقة الواقعة بين زاوية الشّيخ عبد اللّه (المدرسة الطغجيّة) وجامع ألماس بالحلمية الجديدة، ومسجلة بالآثار برقم ٢٨٧. ويوجد ضريحه داخل الزاوية المعروفة بزاوية عبد اللّه المذكورة في الهامش السابق.