والده جامع الحاكم فقال له وهو معه في وسط الجامع: يا ولدي هذا جامع جدّك» (١).
وقد كرّر ابن حجر ذلك في «الدّرر الكامنة» وقال إنّ المقريزي كان «يذكر أنّ أباه ذكر له أنّه من ذريّة تميم بن المعزّ باني القاهرة ولا يظهر ذلك إلاّ لمن يثق به»(٢).
وهذا الادّعاء الذي لم يرد في أيّ من مؤلّفات المقريزي والذي دعا إليه فيما يبدو عناية المقريزي واهتمامه بتاريخ الفاطميين وتاريخ القاهرة في زمانهم والذي دفع بعض الباحثين إلى التشكّك في اعتقاد المقريزي نفسه، يدحضه أنّ المقريزي كشط بنفسه ما أثبته المكّي الذي قرأ عليه بعض مصنّفاته ورفع فيه نسبه إلى الفاطميين. وقد برّأ المقريزيّ نفسه من اعتقاد مذاهب الفاطميين عندما تحدّث في كتابه عن الدّعوة الفاطمية حيث قال: «إنّ أكثر الناس اليوم قد جهلوا معتقدهم (أي الفاطميين) فأحببت أن أبيّن ذلك على ما وقفت عليه في كتبهم المصنّفة في ذلك متبرئا منه» (٣).
[دار المقريزي وقبره]
ولد المقريزي ونشأ وأقام في حارة برجوان - وهي واحدة من أقدم حارات القاهرة تنسب إلى الأستاذ أبي الفتوح برجوان مديّر دولة الحاكم بأمر اللّه الفاطمي -. ويحدّد موضعها اليوم المنطقة.
الواقعة أمام جامع الأقمر وخلف جامع سليمان أغا السّلحدار بشارع المعزّ لدين اللّه. وأشاد بها وبسوقها المقريزي في كتابه يقول:«وأدركت سوق حارة برجوان أعظم أسواق القاهرة، وما برحنا ونحن شباب نفاخر بحارة برجوان سكّان جميع حارات القاهرة»(٤).
وعند ذكره لدار المظفّر - التي كانت تقع داخل حارة برجوان - أشار إلى أنّ دار القاضي شمس الدين محمد الطّرابلسي بنيت في محلّ دار المظفّر وأنّها تقع على يسار من سلك من باب حارة برجوان طالبا المسجد المسمّى بجعفر، وذكر أنّ من جملة حقوقها رحبة الأفيال وحدرة الزّاهدي إلى الدّار المعروفة بسكني قريبا من حمّام الرّومي (٥). وذكر في موضع آخر
= السّلامي المتوفى سنة ٧٧٤ هـ صاحب كتاب «الوفيات»، نشره صالح مهدي عباس وصدر عن مؤسسة الرسالة في بيروت سنة ١٩٨٢، ولم أقف فيه على أي ذكر لجد المقريزي وربما ذكر ذلك في كتاب آخر. (١) ابن حجر: إنباء الغمر ١٨٨: ٤، وانظر كذلك ابن الصيرفي: نزهة النفوس ٢٤٢: ٤ - ٢٤٣؛ الشوكاني: البدر الطالع ٨٠: ١. (٢) ابن حجر: الدرر الكامنة ٥: ٣. (٣) المقريزي: مسودة المواعظ ٩٤. (٤) المقريزي: الخطط ٩٥: ٢. (٥) نفسه ٥٢: ٢.