للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عبد الظّاهر أنّه كان يخرج من المطبخ المذكور مدّة شهر رمضان، ألف ومائتا قدر من جميع ألوان الطّعام، تفرّق كلّ يوم على أرباب الرّسوم والضّعفاء (١).

درب السّلسلة

وكان بجوار مطبخ القصر درب السّلسلة (٢). قال ابن الطّوير: ويبيت خارج باب القصر في كلّ ليلة خمسون فارسا. فإذا أذّن بالعشاء الآخرة داخل القاعة، وصلّى الإمام الرّاتب بها بالمقيمين فيها من الأستاذين وغيرهم، وقف على باب القصر أمير يقال له سنان الدّولة بن الكركندي (٣)، فإذا علم بفراغ الصّلاة أمر بضرب النّوبات من الطّبل والبوق ولوائقهما من عدّة وافرة، بطرائق مستحسنة مدّة ساعة زمانية (٤). ثم يخرج بعد ذلك أستاذ برسم هذه الخدمة فيقول: أمير المؤمنين يردّ على سنان الدّولة السّلام، فيصقع (٥) ويغرس حربة على الباب، ثم يرفعها بيده، فإذا رفعها أغلق الباب، وسار حواليّ القصر سبع دورات. فإذا انتهى ذلك جعل على الباب البيّاتين والفرّاشين المقدّم ذكرهم، وانضوى (a) (٦) المؤذّنون إلى خزانتهم هناك، وترمى السّلسلة عند المضيق آخر بين القصرين من جانب السّيوفيين (٧) فينقطع المارّ من ذلك المكان إلى أن تضرب النّوبة سحرا قرب الفجر، فتنصرف النّاس من هناك بارتفاع السّلسلة (٨).


(a) بولاق: انصرف.
(١) ابن عبد الظاهر: الروضة البهية ٥٨؛ المقريزي: المسودة ٢٤١؛ القلقشندي: صبح ٣٤٦: ٣، ٤٧٦؛ أبو المحاسن: النجوم ٥٣: ٤؛ وفيما يلي ١٠٢: ٢؛ و Fu'?d Sayyid، A.، op.cit.، pp. ٢٣٧ - ٣٩.
(٢) فيما يلي ٣٨: ٢.
(٣) أضاف القلقشندي أنه يقوم مقام أمير جاندار في عصر المماليك (صبح ٥١٨: ٣)، وانظر فيما يلي ٢٢٢: ٢.
(٤) منع الحاكم بأمر اللّه في سنة ٤٠٣ هـ من ضرب الطبول والأبواق حول القصر في الليل - لأنها كانت تؤرّق النائمين في أغلب الظن - فصار الحرّاس يطوفون بغير طبل ولا بوق. (المقريزي: اتعاظ ٩٦: ٢).
(٥) يصقع أي يصيح (الزبيدي: تاج العروس ٤١٤: ٥).
(٦) انضوى أي لجأ (الفيروز أبادي: القاموس المحيط ١٦٨٤).
(٧) المقصود سوق السيوفيين الذي كان يقع عند المدخل الجنوبي الغربي لميدان بين القصرين. وكانت السلسلة تقع في الموضع الذي يحدّده اليوم التقاء شارع المعز لدين اللّه مع شارع جوهر القائد.
(٨) ابن الطوير: نزهة ٢١٠ - ٢١١؛ المقريزي: المسودة ٧٥ - ٧٦، وفيما يلي ٢٨: ٢، وقارن مع القلقشندي: صبح ٥١٨، ٥١٩؛ ناصر خسرو: سفرنامه ٨٩ (كيفية حراسة القصر سنة ٤٤٠ هـ)؛ Fu'?d Sayyid، A.، op.cit.، pp. ٢٩٨ - ٩٩.