للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستمرّ الفرح ثلاثة أيام بلياليها، فذكر النّاس حينئذ أنّه لم يعمل فيما سلف عرس أعظم منه، حتى حصل لكلّ جوقة من جوق المغاني (a) اللاتي كنّ فيه خمس مائة دينار مصرية، ومائة وخمسون شقّة حرير. وكان عدّة جوق المغاني (a) التي قسّم عليهن ثمان جوق من مغاني (a) القاهرة، سوى جوق مغاني (a) السّلطانية ومغاني (a) الأمراء، وعدّتهن عشرون جوقة، لم يعرف ما حصل لهذه العشرين جوقة من كثرة ما حصل.

ولمّا انقضت أيّام العرس، أنعم السّلطان لكلّ امرأة من نساء الأمراء بتعبئة (b) قماش على مقدارها، وخلع على سائر أرباب الوظائف من الأمراء والكتّاب وغيرهم. فكان مهمّا عظيما تجاوز المصروف فيه حدّ الكثرة.

وسكن هذه المناظر أيضا الأمير صرغتمش النّاصري (c) في أيّام السّلطان الملك النّاصر حسن بن محمد ابن قلاوون، وعمّر الباب الذي هو موجود الآن وبدنتي الحجر اللتين بجانبي باب الكبش بالحدرة.

ثم إنّ الأمير يلبغا العمريّ، المعروف بالخاصّكيّ، سكنها إلى أن قتل في سنة ثمان وستين وسبع مائة؛ فسكنه من بعده مملوكه (c) الأمير أسندمر، إلى أن قبض عليه الملك الأشرف شعبان ابن حسين بن محمد بن قلاوون، وأمر بهدم الكبش، فهدم وأقام خرابا لا ساكن فيه إلى سنة خمس وسبعين وسبع مائة، فحكره النّاس، وبنوا فيه مساكن، وهو على ذلك إلى اليوم (١).

خطّ درب ابن البابا

هذا الخطّ يتوصّل إليه من تجاه المدرسة البندقدارية (e)) من زقاق قد ركّب عليه درب (e) بجوار حمّام الفارقاني (٢)، ويسلك فيه إلى خطّ واسع يشتمل على عدّة مساكن جليلة، ويتوصّل منه إلى الجامع الطّولوني وقناطر السّباع وغير ذلك.


(a) بولاق: الأغاني.
(b) باريس: بقجة.
(c) إضافة من مسودة الخطط.
d في هامش آياصوفيا: بياض سطر.
(e-e) إضافة من مسودة الخطط.
(١) المقريزي: مسودة الخطط ٤٥ و- ظ.
ويدلّ على موقع مناظر الكبش الآن المنطقة المعروفة بقلعة الكبش في الجهة الغربية من جامع ابن طولون والتي تشرف من بحريها على شارع عبد المجيد اللّبّان (مراسينا) ومن غربيها على خطّ البغّالة بحيّ السيدة زينب. (أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ١١٩: ٧ هـ ٢، ٨٢: ١٢ هـ ٤؛ Salmon، G.، (op.cit.، pp. ٧٧ - ٩٥.
(٢) لم يفردها المقريزي بمدخل مستقل.