للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلمّا مات الحاكم وقام من بعده ابنه الظّاهر لإعزاز دين اللّه عليّ، أكثر من اللّهو ومال إلى الأتراك والمشارقة، فانحطّ جانب كتامة، وما زال ينقص قدرهم ويتلاشى أمرهم حتى ملك المستنصر بعد أبيه الظّاهر، فاستكثرت أمّه من العبيد حتى يقال إنّهم بلغوا نحوا من خمسين ألف أسود، واستكثر هو من الأتراك، وتنافس كلّ منهما مع الآخر، فكانت الحرب التي آلت إلى خراب مصر وزوال بهجتها (١). إلى أن قدم أمير الجيوش بدر الجمالي من عكّا، وقتل رجال الدّولة، وأقام له جندا وعسكرا من الأرمن، فصار من حينئذ معظم الجيش الأرمن، وذهبت كتامة وصاروا من جملة الرّعيّة، بعد ما كانوا وجوه الدّولة وأكابر أهلها.

حارة الصّالحيّة

عرفت بغلمان الصّالح طلائع بن رزّيك، وهي موضعان: الصّالحيّة الكبرى، والصّالحيّة الصّغرى. وموضعهما فيما بين المشهد الحسيني ورحبة الأيدمري وبين البرقيّة. وكانت من الحارات (a) العظيمة، وقد خربت الآن، وباقيها متداع إلى الخراب (٢).

قال ابن عبد الظّاهر: الحارة الصّالحيّة منسوبة إلى الصّالح طلائع بن رزّيك، لأنّ غلمانه كانوا يسكنونها، وهي مكانان. وللصّالح دار بحارة الدّيلم كانت سكنه قبل الوزارة وهي باقية إلى الآن، وبها بعض ذرّيته. والمكان المعروف بخوخة الصّالح نسبة إليه (٣).

حارة البرقيّة

هذه الحارة عرفت بطائفة من طوائف العسكر في الدّولة الفاطمية يقال لها الطّائفة البرقيّة (٤) ذكرها المسبّحيّ.


(a) في مسودة المواعظ: الأخطاط.
(١) فيما تقدم ١٣٥: ٢ - ١٤٢.
(٢) المقريزي: مسودة المواعظ ٣٧٧.
والحارة الصّالحيّة كانت تقع في المنطقة التي تحدّ اليوم من الغرب بشارع أمّ الغلام، ومن الشمال بشارع الجعاديّة، ومن الشرق بشارع العلوة، ومن الجنوب بشارع الشيخ حمّودة. (أبو المحاسن: النجوم ٥٣: ٤ هـ ٦).
(٣) ابن عبد الظاهر: الروضة البهية ٣٤؛ المقريزي: مسودة المواعظ ٣٧٦.
(٤) حارة البرقيّة. يدلّ على موضعها الآن المنطقة التي -