هذا الجامع بناحية الخندق خارج القاهرة، ولم يزل عامرا بعمارة الخندق. فلمّا خربت مساكن الخندق تلاشى أمره، ونقلت منه الجمعة، وبقي معطّلا إلى شعبان سنة خمس عشرة وثمان مائة.
فأخذ الأمير طوغان الحسني الدّوادار عمده الرّخام وسقوفه، وترك جدرانه ومنارته وهي باقية، وعمّا قليل تدثر كما دثر غيرها ممّا حولها (١).
[جامع جزيرة الفيل]
(٢)
جامع الطّواشي
هذا الجامع خارج القاهرة فيما بين باب الشّعريّة وباب البحر، أنشأه الطّواشي جوهر السّحرتي اللاّلا، وهو من خدّام الملك النّاصر محمد بن قلاوون، ثم إنّه تأمّر في تاسع عشرين شهر رجب سنة خمس وأربعين وسبع مائة (٣).
[جامع كراي]
هذا الجامع بالرّيدانيّة خارج القاهرة عمّره الأمير سيف الدّين كراي المنصوري في سنة إحدى وسبع مائة، لكثرة ما كان هناك من السّكّان. فلمّا خربت تلك الأماكن تعطّل هذا
(١) فيما تقدم ٢٤٠؛ علي مبارك ٢٢٧: ٤ (١١٠). (٢) فيما تقدم ٨: ٥٩٣: ٣. (٣) جامع الطّواشي. سمّاه أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٢٠٩: ٩ «جامع جوهر السّحرتي القريب من باب الشّعريّة». وأنشئ هذا الجامع سنة ٧٤٣ هـ/ ١٣٤٢ م كما هو مثبت على لوحة رخامية كانت على باب الجامع تحمل النّصّ التالي: «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم. أمر بإنشاء هذا الجامع المبارك من فضل اللّه الفقير إلى اللّه جوهر السّحرتي اللالا الملكي الصّالحي، وكان ابتداؤه في شهر رجب الفرد ومنتهاه في شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وسبع مائة». Wiet، G.،) (RCEA XV، n ٠ ٥٩٥٧. وورد ذكر هذا الجامع في خريطة القاهرة التي رسمها علماء الحملة الفرنسية (D ١٠، ١٤٥) باسم «جامع الطّواشي»، وكان يوجد بشارع الطّواشي وغير مسجّل كأثر، فتم هدمه وأقيم في موضعه جامع جديد وثبّت النّقش التاريخي للجامع الأصلي فوق مدخل الجامع الجديد.