وصار نظر الخزانة مضافا إلى ناظر الخاصّ. وكان الرّسم أن لا يلي نظر الخزانة إلاّ القضاة أو من يلحق بهم (١).
وما برحت الخزانة بقلعة الجبل حتى عملها الأمير منطاش سجنا للمماليك الظّاهرية برقوق في سنة تسعين وسبع مائة، فتلاشت من حينئذ ونسي أمرها، وصارت الخلع ونحوها عند ناظر الخاصّ في داره.
ذكر عادة هذه المملكة في الخلع ومراتبها (a)
وكانت (٢) لأهل الدّولة في الخلع عوائد، وهم على ثلاثة أنواع: أرباب السّيوف، والأقلام، والعلماء. فأمّا أرباب السّيوف فكانت خلع أكابر أمراء المئين الأطلس الأحمر الرّومي، وتحته الأطلس الأصفر الرّومي، وعلى الفوقاني طرز زركش ذهب وتحته سنجاب، وله سجف من ظاهره مع الغشاء قندس (٣)، وكلّوتة زركش (٤) بذهب وكلاليب ذهب (٥)، وشاش لانس (٦) رفيع موصول به في طرفيه حرير أبيض مرقوم بألقاب السّلطان، مع نقوش باهرة من الحرير الملوّن، مع منطقة ذهب.
(a) هذا العنوان موجود في مسالك الأبصار مصدر المعلومات التالية. (١) ابن فضل اللّه العمري: مسالك الأبصار ٦١؛ القلقشندي: صبح الأعشى ٣١: ٤، ٣٣٦: ١١ - ٣٣٩؛ السيوطي: حسن المحاضرة ١٣٢: ٢؛ وانظر كذلك حسن الباشا: الفنون الإسلامية والوظائف ١٢٠٢ - ١٢٠٦. (٢) من هنا ينقل المقريزي عن مسالك الأبصار، وقد اعتمد ماير Mayer عند حديثه على ثياب التّشريف في عصر المماليك على ما أورده ابن فضل اللّه العمري (والذي ضمّنه المقريزي في هذا الفصل) وعلّق على قيمته بقوله: «حتى إنّ الإنسان ليجد صعوبة كبرى إذا أراد أن يحاول محاولة أفضل وأدقّ ممّا قدّمه هذا المؤلّف بأسلوبه الخاصّ»، وأورد هذا النّصّ في كتابه عن الملابس المملوكية اعتمادا على ما ضمّنه المقريزي في الخطط. Mayer، L.A.، Mamluk Costume، pp.) (٥٨ - ٦٠. (٣) قندس ويقال المقندس. القماش المنسوج من فراء القندس، وهو كلب البحر، ويعرف بالكستور (ابن فضل اللّه العمري: مسالك الأبصار ٦٩ هـ ٢). (٤) الكلّوتة. انظر فيما تقدم ٧٠٤. (٥) كلاّب ج. كلاليب. هو المشبك أو الأبزيم، وأكثر استخدامه في تحلية الكلّوتة (ابن فضل اللّه العمري: مسالك الأبصار ٦٩ هـ ٤). (٦) الشّاش ما يلفّ حول غطاء الرأس من قماش (نفسه ٦٩ هـ ٥).