ذكر أبراج الحمام (a)) وكان بقلعة الجبل أبراج الحمام المعدّة لحمل البطايق.
قال ابن عبد الظّاهر في كتاب «تمائم الحمائم»: ذكر أبرجة الحمام التي بالقلعة وغيرها وما بها من الحمام ومن يقوم بها وبتدريجها والمستقرّ لها من العلف ولبغالها ولرجالها من الكلف، وجملتها ألف وتسع مائة طائر، تفصيل ذلك بأسماء مقدّميها وبرّاجها إلى آخر جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وستّ مائة:
المقدّم عثمان خمس مائة طائر، أيّوب ثلاثة مائة طائر، يعقوب ثلاث مائة وسبعون طائرا، خضر ثلاث مائة طائر، علي مائتان وأربعون طائرا. وكلّ هذه الأبراج بالقلعة غير برج واحد، وهو برج بالبرقيّة، يعرف ببرج الفيّوم (a) (١)، رتّبه الأمير فخر الدّين عثمان بن قزل، أستادّار الملك الكامل محمد ابن الملك العادل أبي بكر بن أيّوب، وقيل له برج الفيّوم، فإنّ جميع الفيّوم كانت في إقطاع ابن قزل، وكانت البطائق ترد إليه من الفيّوم، ويبعثها من القاهرة إلى الفيّوم من هذا البرج، فاستمرّ هذا البرج يعرف بذلك.
وكان بكلّ مركز حمام في سائر نواحي المملكة، مصرا وشاما، ما بين أسوان إلى الفرات. فلا تحصى عدّة ما كان منها في الثّغور والطّرقات الشّاميّة والمصرية، وجميعها تدرج وتنقل من القلعة إلى سائر الجهات.
وكان لها بغال الحمل من الإسطبلات السّلطانية، وجامكيّات البرّاجين والعلوفات تصرف من الأهراء السّلطانية، فتبلغ النّفقة عليها من الأموال ما لا يحصى كثرة. وكانت ضريبة العلف لكلّ مائة طائر ربع ويبة فول في كلّ يوم.
(a-a) هذه الفقرة من مسودة الخطط عوضا عن ما هو موجود بالمبيّضة. (١) هذا النّصّ ورد في طيّارة في مسودة الخطط ٧٠ و- ٧٠ ظ، وأثبتّ مطلعه لاحتوائه على معلومات هامّة، وبقيّة النّصّ في المبيّضة يختلف اختلافا غير مخلّ عن ما ورد في المسوّدة. وعن كتاب «تمائم الحمائم» لابن عبد الظّاهر، انظر مقدّمة هذا المجلّد. وعن أبراج الحمام ومراكزه، راجع ابن فضل اللّه العمري: التعريف بالمصطلح الشّريف ٢٥٤ - ٢٥٥؛ القلقشندي: صبح الأعشى ٨٩: ٢ - ٩٠، ٣٨٩: ١٤ - ٣٩٤.