للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جامع قوصون (١)

[أثر رقم ٢٢٤]

هذا الجامع بالشّارع خارج باب زويلة (a)، ابتدأ بعمارته الأمير (b)) الكبير سيف الدّين (b) قوصون في سنة ثلاثين وسبع مائة، (b)) وهو خارج باب القوس المجاور لحارة المصامدة من الجانب الغربي (b)، وكان موضعه دارا بجوار حارة المصامدة من جانبها الغربي تعرف بدار آقوش نميلة، ثم عرفت بدار الأمير جمال الدّين قتّال السّبع الموصلي، فأخذها من ولده وهدمها وتولّى بناءه (c) شادّ العمائر، واستعمل فيه الأسرى. وكان قد حضر من بلاد توريز بنّاء، فبنى مئذنتي هذا الجامع على مثال المئذنة التي عملها خواجا علي شاه وزير السّلطان أبي سعيد، في جامعه بمدينة توريز.


(a) المسوّدة: بالشّارع خارج باب القوس.
(b-b) إضافة من مسوّدة الخطط.
(c) بياض في ميونخ.
(١) جامع قوصون. أنشئ عام ثلاثين وسبع مائة كما يدلّ على ذلك كتابتان تاريخيتان، الأولى نصّها:
«أمر بإنشاء هذا الجامع المبارك بكرم اللّه تعالى العبد الفقير إلى اللّه قوصون السّاقي الملكي النّاصري في أيّام مولانا السّلطان الملك النّاصر أعزّ اللّه أنصاره، وذلك في سنة ثلاثين وسبع مائة». van Berchem، M.، CIA) Egypte I، n ٠ ١١٩; Wiet، G.، RCEA XIV، n ٠ (٥٥٧٧. والثانية نصّها:
«بسم اللّه الرّحمن الرّحيم - الآية ١٨ سورة التّوبة - أمر بإنشاء هذا الجامع العبد الفقير إلى اللّه تعالى السّيفي قوصون الملكي النّاصري، في أيّام مولانا السّلطان الملك النّاصر ناصر الدّنيا والدّين محمد بن قلاوون، وذلك في شهور سنة ثلاثين وسبع مائة من الهجرة». van Berchem، M.،) CIA Egypte I، n ٠ ١٢٠; Wiet، G.، RCEA XIV، n ٠ (٥٥٧٨.
وتعرّض هذا الجامع الضّخم إلى التّخريب منذ فترة بعيدة، فقد سقطت مئذنتاه اللتان ذكرهما المقريزي: واحدة في آخر شعبان سنة ١٢١٥ هـ/ ١٨٠١ م (الجبرتي: عجائب الآثار ٢٣٤: ٣)، والثانية مع فتح شارع محمد علي سنة ١٢٩٠ هـ/ ١٨٧٣ م (علي مبارك: الخطط التوفيقية ٨٨: ٥)، الذي أدّى فتحه إلى هدم أجزاء كبيرة من الجامع. وقد أعيد بناؤه سنة ١٣١١ هـ/ ١٨٩٣ م في عهد الخديو عبّاس حلمي الثّاني، ولم يبق من الجامع الأصلي سوى بوّابته الشرقية الواقعة في شارع السّروجية، وبوّابته البحرية التي بداخل درب الأغاوات، وبقايا زخارف وشبابيك جصّيّة بالحائط البحري للجامع. ويشغل الجامع الحالي مكان الجامع القديم بحدوده بعد الذي أخذ منه عند فتح شارع محمد علي، ولم تكن البوّابة الشرقية التي بشارع السّروجيّة واقعة ضمن حوائط الجامع الأصلي، بل كانت بعيدة عنه بمسافة ثمانين مترا - كما هي الآن - وكان الغرض من إنشائها هو تقريب طريق الجامع لسكّان الشارع الأعظم (السّروجية والمغربلين الآن) وتسهيل وصولهم إليه في أوقات الصّلاة، وكانت هذه البوّاية على رأس دهليز يوصّل إلى الجامع، وحلّ محلّ هذا الدّهليز الآن عطفة المحكمة الموصّلة بين شارع السّروجية وشارع محمد علي. (أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٩٥: ٩ هـ ١؛ -