هذه المدرسة من داخل باب المارستان الكبير المنصوري بخطّ بين القصرين بالقاهرة (١). أنشأها هي والقبّة/ التي تجاهها والمارستان الملك المنصور سيف الدّين قلاوون الصّالحي التّركي. (a) وكان قد أخذ الدّار القطبيّة وجعلها هذا المارستان الموجود الآن، ثم بنى المدرسة والقبّة في وجه المارستان المذكور (a)، ورتّب بالمدرسة (b) دروسا أربعة لطوائف الفقهاء الأربعة (a) وتصدير قراءات (a)، ورتّب بالقبّة درسا للحديث النبوي ودرسا لتفسير القرآن العظيم وميعادا، (a) وجعل بالبيمارستان درس الطب (a)، وكانت هذه التّداريس لا يليها إلاّ أجلّ الفقهاء المعتبرين، ثم هي اليوم كما قيل:
فحقّ لأهل العلم أن يتمثّلوا … ببيت قديم شاع في كلّ مجلس
لقد هزلت حتى بدا من هزالها … كلاها وحتى سامها كلّ مفلس (a) وكان الشّادّ على عمارة ذلك الأمير علم الدّين سنجر الشّجاعي المنصوري الوزير مدبّر الممالك الإسلامية، وظهر من اهتمامه بذلك ما لم يسمع بمثله (٢). وكان الابتداء في العمارة في (a) (c).
(a) (a-a) إضافة من مسوّدة الخطط. (b) بولاق والنسخ: بها. (c) بياض بالمسوّدة. (١) انظر فيما يلي ٦٩٢. وكان البيمارستان السّبب في إنشاء هذه المجموعة لذلك غلب اسم البيمارستان عليها. (٢) ما تزال هذه المجموعة (المارستان والقبّة والمدرسة) قائمة في شارع المعز لدين اللّه في مواجهة شارع بيت القاضي. وتعدّ من روائع العمارة المملوكية البحرية في القاهرة. وكان البدء في عمارتها في شهر ربيع الآخر سنة ٦٨٣ هـ/ ١٢٨٣ م، والفراغ منها في جمادى الأولى سنة ٦٨٤ هـ/ ١٢٨٤ م، أي أنّ البيمارستان والقبّة والمدرسة استغرق بناؤها أربعة عشر شهرا، فيوجد فوق المدخل الرّئيس للمجموعة - الذي يؤدّي بالدّاخل منه إلى «القبّة» على يمين الدّاخل و «المدرسة» و «البيمارستان» على يسار الدّاخل - كتابة تاريخية بالخطّ النسخ المملوكي، نصّها: «أمر بإنشاء هذه القبّة الشّريفة المعظّمة والمدرسة المباركة والبيمارستان المبارك مولانا السّلطان الأعظم الملك المنصور سيف الدّنيا والدّين قلاوون الصّالحي. وكان ابتداء عمارة ذلك في ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وستّ مائة، والفراغ منه في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وستّ -