للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان الأمير بدر الدّين بكتاش الفخري أمير سلاح قد خرج في غزاة وقرب حضوره، فاستمهلوه بما يريد إلى أن يحضر، فأخّر سلطنته، وبقي الأمراء في كلّ يوم يحضرون معه في باب القلّة، ويجلس في مجلس النيابة والأمراء عن يمينه وشماله، ويمدّ سماط السّلطان بين يديه.

فلمّا حضر أمير سلاح بمن معه من الأمراء، نزل طغجي والأمراء إلى لقائهم بعد ما امتنع امتناعا كثيرا، وترك كرجي يحفظ القلعة بمن معه من المماليك الأشرفيّة،. وقد نوى طغجي الشّرّ للأمراء الذين قد خرج إلى لقائهم، وعرف ذلك الأمراء المقيمون عنده في القلعة، فاستعدّوا له، وسار هو والأمراء إلى أن لقوا الأمير بكتاش،/ ومعه من الأشرفيّة أربع مائة فارس تحفظه حتى يعود من اللقاء إلى القلعة.

فعندما وافاه بقبّة النصر وتعانقا، أعلمه بقتل السّلطان، فشقّ عليه. وللوقت جرّد الأمراء سيوفهم، وارتفعت الضّجّة، فساق طغجي من الحلقة والأمراء وراءه إلى أن أدركه قراقوش الظّاهري، وضربه بسيف ألقاه عن فرسه إلى الأرض ميّتا، ففرّ كرجي، ثم أخذ وقتل، وحمل طغجي في مزبلة من مزابل الحمّامات على حمار إلى مدرسته هذه، فدفن بها، وقبره هناك إلى اليوم.

وكان قتله في يوم الخميس سادس عشر ربيع الأوّل سنة ثمان وتسعين وستّ مائة، بعد خمسة أيّام من قتل لا جين ومنكوتمر.

المدرسة الجاوليّة [أثر رقم ٢٢١]

هذه المدرسة بجوار الكبش، فيما بين القاهرة ومصر (١). أنشأها الأمير علم الدّين سنجر الجاولي في سنة ثلاث وسبع مائة (a)، وعمل بها درسا وصوفية، ولها اليوم (b) عدّة أوقاف.


(a) في المسوّدة وجميع النسخ: ثلاث وعشرين وسبع مائة، وما أثبته هو التاريخ الصحيح.
(b) بولاق: ولها إلى هذه الأيّام.