للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدرسة بخطّ سويقة منعم (١) [أثر رقم ١٥١]

أنشأها أوّلا الأمير مقبل الرّومي (٢) أحد أمراء الناصر فرج، وقتل في وقعة اللجون بين الناصر والأمير شيخ والأمير نوروز في المحرّم سنة خمس عشرة وثمان مائة. فلمّا استبدّ الأمير شيخ بسلطنة الدّيار المصرية - بعد القبض على الخليفة المستعين باللّه - أقام رجلا جاء من عند الناصر والتحق به أيّام مخالفته بالشّام يقال له قانباي أمير آخور (٣) فأخذ المدرسة المذكورة وأكملها وجعل بها مدرّسا حنفيّا ومدرّسا شافعيّا وعند كلّ منها عدّة من الطلبة، ونصب بها منبرا للخطبة في يوم الجمعة وصلّى فيها. وحضر الفقهاء بها الدّروس في ذي الحجّة سنة ستّ عشرة وثمان مائة. ثم إنّ المؤيّد شيخ ولاّه نيابة دمشق فخرج إليها في المحرّم سنة سبع عشرة.

مدرسة أمّ أنوك بالصّحراء خارج باب البرقيّة

بنتها السّتّ خوند طغاي الناصرية المعروفة بأمّ أنوك، جهة السّلطان الناصر محمد بن قلاوون التّركي. وهي وقف على الشّافعيّة وهي بجوار تربتها (٤).


(١) هذه المدرسة هي المعروفة الآن ب «جامع قاني باي المحمّدي» بأوّل شارع شيخون على يسار الدّاخل من جهة ميدان صلاح الدّين على رأس درب السّمّاكين. ذكر أبو المحاسن أنّه عمّرها «برأس سويقة منعم من الصّليبة بالشّارع الأعظم». (النجوم الزاهرة ١٣٥: ١٤).
وكان هذا الجامع قد تخرّب في نهاية القرن التاسع عشر، ونظرا لأنّه كان يقع تجاه دار الأمير عبد اللطيف باشا فقد قام بتجديده في سنة ١٢٨٧ هـ/ ١٨٧٠ م. (علي مبارك: الخطط التوفيقية ٣١٤: ٢ (١١٦)، ٢٤٨: ٥ - ٢٤٩ (١٠٩)؛ عاصم محمد رزق: أطلس العمارة الإسلامية ٢٧١: ٣ - ٢٨٩).
(٢) الأمير مقبل الرّومي هو صاحب المدرسة الزّماميّة. (فيما تقدم ٥٨٤).
(٣) هو الأمير سيف الدّين قاني باي المحمّدي الظّاهري نائب الشّام، المتوفى سنة ٨١٨ هـ/ ١٤١٥ هـ. (المقريزي: السلوك ٣٢٨: ٤؛ ابن حجر: إنباء الغمر ٨٢: ٣؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ١٣٥: ١٤ - ١٣٦، المنهل الصافي ١٤/ ٩ - ١٨؛ السخاوي: الضوء اللامع ١٩٦: ٦).
(٤) انظر فيما يلي ٧٨٤ (خانقاه أم آنوك).