للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخانقاه الناصريّة (a) بسرياقوس

هذه الخانقاه (١) خارج القاهرة من شماليها، على نحو بريد منها، بأوّل تيه بني إسرائيل بسماسم سرياقوس. أنشأها السّلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون، وذلك أنّه لمّا بنى الميدان والأحواش في بركة الجبّ - كما ذكر في موضعه من هذا الكتاب عند ذكر بركة الجبّ (٢) - اتّفق أنّه ركب على عادته للصّيد هناك، فأخذه ألم عظيم في جوفه كاد يأتي عليه، وهو يتجلّد ويكتم ما به حتى عجز. فنزل عن الفرس والألم يتزايد به، فنذر للّه إن عافاه اللّه ليبنينّ في هذا الموضع موضعا يعبد اللّه تعالى فيه، فخفّ عنه ما يجده، وركب فقضى نهمته من الصّيد، وعاد إلى قلعة الجبل، فلزم الفراش مدّة أيّام، ثم عوفي. فركب بنفسه، ومعه عدّة من المهندسين، واختطّ على قدر ميل من ناحية سرياقوس هذه الخانقاه، وجعل فيها مائة خلوة لمائة صوفي، وبنى بجانبها مسجدا تقام


(a) النسخ: خانقاه سرياقوس، والمثبت من المسوّدة.

(١) الخانقاه الناصريّة بسرياقوس. كانت تقع في الفضاء المجاور الآن لجامع الملك الأشرف برسباي من الجهة الغربية جنوب مدينة الخانكاه إحدى مدن مركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية على بعد عشرين كيلومترا شمال شرق مدينة القاهرة. وقد فقد الآن كلّ أثر لهذه الخانقاه وتخلّف منها فقط شريط من البرونز يحمل كتابة بالنسخ المملوكي، نصّها:
«ممّا عمل برسم الخانقاه السّعيدة الملكية الناصريّة خلّد اللّه ملكه».
وراجع، النويري: نهاية الأرب ١٨١: ٣٣ - ١٨٢؛ الشجاعي: تاريخ الملك الناصر ١١٧، ١٢٢؛ ابن حبيب: تذكرة النبيه ١٤٩: ٢ - ١٥٠؛ المقريزي: السلوك ٢٦١: ٢ - ٢٦٢، ٤٨٩؛ أبا المحاسن: النجوم الزاهرة ٧٩: ٩ - ٨٠، ٨٣ - ٨٤، ١٤٤ هـ ١؛ ابن إياس: بدائع الزهور ٤٥٤: ١/ ١، ٤٥٥، ٤٨٥؛ علي مبارك: الخطط التوفيقية ٥١: ١٢ - ٥٣ (٢٠ - ٢١)؛ حسن عبد الوهاب: تاريخ المساجد الأثرية ٢٢٩؛ ونشر محمد محمد أمين: حجّتي وقف الخانقاه بسرياقوس والوقف على مصالحها وعلى الصّوفية بها»، وهما مؤرختان في جمادى الآخرة سنة ٧٢٥ هـ، وجمادى الأولى سنة ٧٢٦ هـ، في نهاية الجزء الثاني من كتاب «تذكرة النبيه» لابن حبيب، القاهرة ١٩٨٢؛ وانظر كذلك حياة ناصر الحجي: السّلطان الناصر محمد بن قلاوون ونظام الوقف في عهده، مع تحقيق ودراسة وثيقة وقف سرياقوس، الكويت ١٩٨٣؛
(٢) فيما تقدم ٥٤٦: ٣.