للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مصادر المجلّد الثّالث

إذا كان المقريزيّ في المجلّدين الأوّل والثّاني من «الخطط» يتحدّث عن تاريخ تفصله عنه أحيانا قرون طويلة، كان عليه أن يجمع مادّتها من مصادرها الأصليّة التي توفّر له منها عدد ضخم مكّنه من تقديم لوحة صادقة لعواصم مصر ومدنها المختلفة قبل الفتح العربي الإسلامي وبعده، حتى إنّ رواياته في بعض الأحيان - على الأخصّ عن العصر الفاطمي - تستمدّ أهميّتها من أصالة مصادرها التي فقدت اليوم ولا نعرف عنها أيّ شيء إلاّ من خلال ما حفظه منها المقريزي؛ فإنّه في هذا المجلّد الثّالث يبدأ في الحديث على ما أدركه من أحوال القاهرة وظواهرها، وأغلبها مواضع اعتمد فيها على مصادر كتبت في عصر سلاطين المماليك البحريّة أو على ما أخبره به الرّواة أو ما أدركه وشاهده هو بنفسه.

ففيما يخصّ حارات القاهرة وأخطاطها وحمّاماتها وأسواقها حتى الخمسين عاما الأولى من سلطنة المماليك البحريّة، كان كتاب «الرّوضة البهيّة الزّاهرة في خطط المعزّيّة القاهرة» للقاضي محيي الدّين أبي الفضل عبد اللّه بن عبد الظّاهر بن نشوان السّعدي الرّوحي المصري، المتوفى سنة ٦٩٢ هـ/ ١٢٩٢ م، (فيما تقدم ٤٠: ٢ - ٤٢، وفيما يلي ١١٩ - ١٢٠) مصدرا أساسيّا للمقريزي في تحديد موضع الحارة أو الحمّام أو السّوق. أمّا الحوادث التاريخية المتعلّقة بالمعلم أو الأثر الذي يصفه المقريزي فقد اعتمد فيها - فيما يخصّ العصر الفاطمي - على مؤلّفات ابن زولاق المختلفة (فيما تقدم ٢٣: ٢ - ٢٤)، و «أخبار مصر» للأمير المختار عزّ الملك المسبّحي (فيما تقدم ٢٤: ٢ - ٢٨)، و «أخبار مصر» لجمال الملك موسى بن المأمون (فيما تقدم ٣٠ - ٣١)؛ وفيما يخصّ العصر الأيّوبي كان اعتماده في الأساس على «متجدّدات القاضي الفاضل» (فيما تقدم ٣٣: ٢ - ٣٤)، و «تاريخ يحيى بن أبي طيّ» (فيما تقدم ٣٤: ٢ - ٣٦) و «مفرّج الكروب» لابن واصل الحموي (فيما تقدم ٩٠: ١) رغم أنّه لم يشر إليه صراحة.

ويستمرّ المقريزيّ - فيما يخصّ خطط الفسطاط - في النّقل عن كتاب «المختار في معرفة الخطط والآثار» للقضاعي (فيما تقدم ٣٨: ٢ - ٣٩)، وكتاب «النّقط لعجم ما أشكل من الخطط» للشّريف الجوّاني (فيما تقدم ٤٠)؛ وكتاب «إيقاظ المتغفّل واتّعاظ المتأمّل» لابن المتوّج (فيما تقدم ٤٢: ٢ - ٤٣).