ذكر المشاهد التي يتبرّك الناس بزيارتها مشهد زين العابدين [أثر رقم ٥٩٩]
هذا المشهد فيما بين الجامع الطولوني ومدينة مصر، تسمّيه العامّة «مشهد زين العابدين»، وهو خطأ، وإنّما هو مشهد (a) زيد بن عليّ، المعروف بزين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ﵇ ويعرف في القديم بمسجد محرس الخصّ (b) (١).
قال القضاعيّ: مسجد محرس الخصّ (b) بني على رأس زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، حين أنفذه هشام بن عبد الملك إلى مصر، ونصب على المنبر بالجامع، فسرقه أهل مصر، ودفنوه في هذا الموضع.
وقال الكنديّ في كتاب «الأمراء»: وقدم إلى مصر، في سنة اثنتين وعشرين ومائة، أبو الحكم ابن أبي الأبيض العبسي (c) خطيبا برأس زيد بن عليّ - رضوان اللّه عليه - يوم الأحد لعشر خلون من جمادى الآخرة، واجتمع الناس إليه في المسجد [الجامع] (d) (٢).
(a) بولاق: مشهد رأس. (b) بولاق: الخصي. (c) بولاق: القيسي. (d) زيادة من ولاة مصر مصدر النقل. (١) ما زال موضع مشهد زين العابدين موجودا بميدان زين العابدين بحي زينهم جنوب القاهرة، وإن كان البناء الحالي - الذي يعاد بناؤه الآن - يرجع إلى آخر عمارة أجراها به عثمان أغا أغات مستحفظان سنة ١٢٢٠ هـ/ ١٨٠٥ م، ويوجد من المبنى الأصلي للمشهد المدخل القديم بالوجهة الغربية وهو باب مغطى بمقرنصات ذات دلاّيات ذاع استخدامها في أبواب القرن الثامن الهجري. (الموفق بن عثمان: مرشد الزوار ١٩٩؛ ابن الزيات: الكواكب السيارة ١٨٤؛ علي مبارك: الخطط التوفيقية ١٧: ٥ - ١٨ (٤)؛ حسن عبد الوهاب، تاريخ المساجد الأثرية ٩٤ - ٩٦؛ عاصم محمد رزق: أطلس العمارة الإسلامية ٩: ٥ - ٢٢). (٢) الكندي: ولاة مصر ١٠٣.