للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وآخر أمرها أنّ الوزير شاور خرّبها لمّا خرج منها متولّيها ملهم أخو الضّرغام في سنة … (a)

فاستمرّت خرابا لم تعمر بعد ذلك.

وكان بالفرما والبقّارة والورّادة عرب من جذام يقال لهم القاطع، وهو جري بن عوف بن مالك بن شنوءة بن بديل بن جشم بن جذام، منهم عبد العزيز بن الوزير بن صابي بن مالك بن عامر بن عديّ بن خرش بن نفر بن نصر بن القاطع، مات في صفر سنة خمس ومائتين.

وللسّرّي (b) والجرويّ هنا أخبار كثيرة أتينا (c) عليها في كتاب «عقد جواهر الأسفاط في أخبار مدينة الفسطاط» (١).

وقال ابن الكنديّ: وبها مجمع البحرين، وهو البرزخ الذي ذكره اللّه ﷿ فقال: ﴿مَرَجَ اَلْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ * بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ﴾ [الآيتان ١٩، ٢٠ سورة الرحمن]، وقال: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَ اَلْبَحْرَيْنِ حاجِزاً﴾ [الآية ٦١ سورة النمل]، وهما بحر الرّوم وبحر الصّين، والحاجز بينهما مسيرة ليلة ما بين القلزم والفرما، وليس يتقاربان في بلد من البلدان أقرب منهما بهذا الموضع، وبينهما في السّفر مسيرة شهور (٢).

[ذكر مدينة القلزم]

/ القلزم - بضمّ القاف وسكون اللاّم وضمّ الزّاي وميم - بلدة كانت على ساحل بحر اليمن في أقصاه من جهة مصر. وهي كورة من كور مصر، وإليها ينسب بحر القلزم (٣)، وبالقرب منها غرق فرعون، وبينها وبين مدينة مصر ثلاثة أيّام؛ وقد خربت، ويعرف اليوم موضعها بالسّويس تجاه عجرود (٤).

ولم يكن بالقلزم ماء ولا شجر ولا زرع، وإنّما يحمل الماء إليها من آبار بعيدة. وكان بها فرضة مصر والشّام، ومنها تحمل الحمولات إلى الحجاز واليمن.


(a) بياض بالنسخ ولعلها ٥٥٩.
(b) بولاق: السروي.
(c) بولاق: نبهنا.
(١) هذه الإشارة الوحيدة في الخطط إلى هذا الكتاب الذي يتناول فيه المقريزي تاريخ مصر قبل العصر الفاطمي.
(٢) ابن الكندي: فضائل مصر ٤٨.
(٣) انظر فيما تقدم ٤٠.
(٤) انظر ياقوت: معجم البلدان ٣٨٧: ٤ - ٣٨٨؛ الزبيدي: تاج العروس ٣٢: ٩؛ محمد رمزي: القاموس الجغرافي ٩٩: ١؛ Maspero & Wiet، Materiaux I، ١٤٩.Ebied، R.Y.، El ٢? art.al-Kulzum V، pp. ٣٦٨ - ٦٩