للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الشّريف: محمّد بن أسعد الجوّاني في كتاب «النقط على الخطط» عن القاضي أبي عبد اللّه القضاعي: إنّه كان في مصر الفسطاط من المساجد ستة وثلاثون ألف مسجد (١).

وقال المسبّحي في حوادث سنة ثلاث وأربع مائة: وأحصى أمير المؤمنين الحاكم بأمر اللّه المساجد التي لا غلّة لها، فكانت ثمان مائة مسجد. فأطلق لها في كلّ شهر من بيت المال تسعة آلاف ومائتين وعشرين درهما. وفي سنة خمس وأربع مائة حبس الحاكم بأمر اللّه سبع ضياع، منها إطفيح وطوخ، على القرّاء والمؤذّنين بالجوامع، وعلى ملء المصانع والمارستان، وفي ثمن الأكفان (٢).

وذكر ابن المتوّج أنّ عدّة المساجد بمصر في زمنه أربع مائة وثمانون مسجدا، ذكرها.

[المسجد بجوار دير البغل]

قد تقدّم (٣) في أخبار الكنائس والدّيارات من هذا الكتاب خبر البغل، وأنّه يعرف بدير القصير (a) (٤).

ولمّا كان في سنة خمس وسبعين وستّ مائة، خرج جماعة من المسلمين إلى دير البغل، فرأوا آثار محاريب بجوار الدّير، فعرّفوا الصّاحب بهاء الدّين بن حنّا ذلك، فسيّر المهندسين لكشف ما ذكر، فعادوا إليه وأخبروه أنّه آثار مسجد. فشاور الملك الظّاهر بيبرس، وعمّره مسجدا بجانب الدّير. وهو عامر إلى الآن وبتّ به، وهو من أحسن مشترفات مصر، وله وقف جيّد ومرتّب، يقوم به نصارى الدّير.


(a) بولاق: دير الفطير.
(١) أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٤٣: ١ - ٤٤؛ وفيما تقدم ١٢٣: ٢.
(٢) المسبحي: نصوص ضائعة ٣١، وفيما تقدم ١٧٥.
(٣) ستأتي أخبار الكنائس والدّيارات فيما يلي، ولم تتقدّم، راجع حول ترتيب الكتاب المقدمة.
(٤) فيما تقدم ١٥: ١٩٢: ١، وفيما يلي ١٠٢٦.