للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثم جرت له فتنة مع أمراء حلب، فخرج في نفر يسير إلى دمشق، فوصلها لثلاث بقين من ذي الحجّة سنة إحدى وخمسين، فأكرمه الأمير أيتمش النّاصريّ نائب دمشق، وجهّزه إلى مصر، فأنعم عليه السّلطان وأعاده إلى نيابة حلب؛ فأقام بها إلى أن عزل أيتمش من نيابة دمشق فى أوّل سلطنة الملك الصّالح صالح بن محمد بن قلاوون، فنقل من نيابة حلب إلى نيابة دمشق، فدخلها في حادي عشرين شعبان سنة اثنتين وخمسين وأقام بها، فلم يصف له بها عيش، فاستعفى فلم يجب، وما زال بها إلى أن خرج بيبغاروس (a) وحضر إلى دمشق، فخرج وسار (b) إلى لدّ، واستولى بيبغاروس (a) على دمشق.

فلمّا خرج الملك الصّالح من مصر وسار إلى بلاد الشّام بسبب حركة بيبغاروس (a)، تلقّاه أرغون وسار بالعساكر إلى دمشق، ودخل السّلطان بعده وقد فرّ بيبغاروس (a)، فقلّده نيابة حلب في خامس عشرين شهر رمضان، وعاد السّلطان إلى مصر.

فلم يزل الأمير أرغون بحلب، وخرج مها إلى الأبلستين في طلب بلد (b) ابن يلغادر، وحرقها وحرق قراها، ودخل إلى قيصريّة، وعاد إلى حلب في رجب سنة أربع وخمسين.

فلمّا خلع الملك الصّالح بأخيه الملك النّاصر حسن في شوّال سنة خمس وخمسين، طلب الأمير أرغون من حلب في آخر شوّال. فحضر إلى مصر، وعمل أمير مائة مقدّم ألف إلى تاسع صفر سنة ستّ وخمسين، فأمسك وحمل إلى الإسكندرية، واعتقل فيها وعنده زوجته. ثم نقل من الإسكندرية إلى القدس، فأقام بها بطّالا، وبنى هناك تربة، ومات بها يوم الخميس لخمس بقين من شوّال سنة ثمان وخمسين وسبع مائة.

دار طاز (c)

[أثر رقم ٢٦٧] هذه الدّار بجوار مدفن (d) المدرسة البندقدارية تجاه حمّام الفارقاني (١) على يمنة من سلك من الصّليبة يريد حدرة البقر وباب زويلة. أنشأها الأمير سيف الدّين طاز (e)) قصرا وإسطبلا (e) في سنة


(a) بولاق: يلبغا روس.
(b) ساقطة من بولاق.
(c) مسودة المواعظ: بيت طاز.
(d) زيادة من مسودة المواعظ.
(e-e) زيادة من مسودة المواعظ.
(١) لم يفرد المقريزي حمّام الفارقاني بمدخل خاص. وهذا الحمّام بناه والمدرسة المجاورة له الأمير ركن الدّين بيبرس -