هذه الخوخة في الزّقاق الضّيّق المقابل لمن يخرج من درب الأسواني، ويسلك فيه إلى حكر الرّصاصي بحارة الدّيلم. ويعرف هذا الزّقاق بزقاق المزار، لأنّ فيه قبرا تزعم العامّة ومن لا علم عنده أنّه قبر يحيى بن عقب، وأنّه كان مؤدّبا للحسين بن عليّ بن أبي طالب ﵈ وهو كذب مختلق وإفك مفترى، كقولهم في القبر الذي بحارة برجوان أنّه قبر جعفر الصّادق، وفي القبر الآخر أنّه قبر أبي تراب النّخشبي، وفي القبر/ الذي على يسرة من خرج من الباب الجديد (b) ظاهر باب (c) زويلة أنّه قبر زرع (d) النّوى وأنّه صحابي، وغير ذلك من أكاذيبهم التي اتّخذها لهم شيّاطينهم أنصابا ليكونوا لهم عزّا (٢).
وسيأتي الكلام على هذه المزارات في مواضعها من هذا الكتاب إن شاء اللّه (٣).
وحسين هذا هو الأمير سيف الدّين حسين بن أبي الهيجاء (e)) الكردي المرواني حامل السّيف المنصور و (e) صهر بني رزّيك وزوج ابنة الصّالح بن رزّيك، وكان كرديّا قدّمه الصّالح ابن رزّيك بن الصّالح لمّا ولي الوزارة ونوّه به (٤). فلمّا مات وقام من بعده رزّيك بن الصّالح في الوزارة، كان حسين هذا هو مدبّر أمره بوصيّة الصّالح. واستشار حسينا في صرف شاور عن ولاية قوص، فأشار عليه بإبقائه، فأبى وولّى الأمير أبي الرّفعة مكانه.
وبلغ ذلك شاور، فخرج من قوص إلى طريق الواحات، فلمّا سمع رزّيك بمسيره، رأى في النّوم مناما عجيبا، فأخبر حسينا بأنّه رأى مناما؛ فقال: إنّه بمصر رجلا يقال له أبو الحسن عليّ ابن نصر الأرتاجي، وهو حاذق في التّعبير. فأحضره وقال: رأيت كأنّ القمر قد أحاط به حنش، وكأنّني روّاس في حانوت. فغالطه الأرتاجي في تعبير الرّؤيا، وظهر ذلك لحسين، فأمسك حتى
(a) بولاق: الشيرازي. (b) بولاق: باب الحديد. (c) ساقطة من بولاق. (d) بولاق: زارع. (e-e) إضافة من مسودة الخطط. (١) المقريزي: مسودة الخطط ٩ ظ. (٢) نفسه ٩ ظ. (٣) فيما يلي ١٥٥ - ١٥٦، ١٥٩ - ١٦١. (٤) النويري: نهاية الأرب ٣٢٨: ٢٨؛ المقريزي: اتعاظ الحنفا ٢٥٤: ٣.