- فكره أن يكون في القصر دير، فنقل العظام التي كانت به والرّمم إلى دير بناه في الخندق؛ لأنه كان يقال إنّها كانت عظام جماعة من الحواريين، وبنى مكانها مسجدا من داخل السّور (١) - يعني سور القصر.
وقال جامع «السّيرة الظّاهرية بيبرس»: وفي ذي الحجّة سنة ستين وستّ مائة، ظهر بالمسجد الذي بالرّكن المخلّق من القاهرة حجر مكتوب عليه:
«هذا معبد موسى بن عمران ﵇»
فجدّدت عمارته وصار يعرف بمعبد موسى من حينئذ، ووقف عليه ربع بجانبه (٢)، وهو باق إلى وقتنا هذا.
مسجد نجم الدّين
هذا المسجد ظاهر باب النصر، أنشأه الملك الأفضل نجم الدّين أبو سعيد أيّوب بن شاذي ابن يعقوب بن مروان الكردي، والد السّلطان صلاح الدّين يوسف بن أيّوب، وجعل إلى جانبه
(١) ابن عبد الظاهر: الروضة البهية ١٥؛ المقريزي: مسوّدة المواعظ ٣٦٥؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٣٤: ٤ - ٣٥. ويوجد مسجد آخر يعرف بمسجد موسى بناحية الصّف بالجيزة، أنشأه الوزير الأفضل شاهنشاه بن بدر الجمالي في شعبان سنة ٥١٥ هـ/ ١١٢٠ م، وجدّده الخليفة الحافظ لدين اللّه سنة ٥٣١ هـ/ ١١٣٧ م، حيث يحتفظ متحف الفن الإسلامي بالقاهرة بلوح من الرّخام مستقدم من هذا المسجد بجمل نصّين أحدهما باسم الأفضل، والثاني باسم الحافظ لدين اللّه، نصّه: «[بسم اللّه] الرّحم [ن] الرّحيم - الآية ١٨ سورة التوبة أ] نشأ هذا المسجد المبارك مولانا [وسيّدنا أبو الميمون عبد المجيد] الإمام الحافظ لدين اللّه أم [ير المؤمنين، صلّى] اللّه عليه وعلى [آبا] ئه الطاهر [ين وأب] نائه الأكرمين صلاة دائمة إلى يوم الدّين. وذلك في شهور سنة أحد وثلاثين وخمس مائة». (٢) لم أقف على هذا الخبر في «الروض الزاهر» لابن عبد الظاهر، وذكر ابن شدّاد صاحب «تاريخ الملك الظاهر» ٣٤٥، أنّ الظّاهر بيبرس «بنى عند الرّكن المخلّق مسجدا ذكر العوامّ أنّ فيه أثر قدم موسى ﵇ وبنى إلى جواره ربعا كبيرا ينسب إلى السّلطان الملك السّعيد يشتمل على حوانيت وقيسارية وطباق»، وقارن مع ابن أيبك كنز الدرر ٩٣: ٨؛ ابن أبي الفضائل: النهج السديد ١٠٤ - ١٠٥؛ علي مبارك: الخطط التوفيقية ١٣٤: ٦ - ١٣٥ (٤٧)، وانظر فيما تقدم ٣٤٥: ٢. ويحتفظ متحف الفنّ الإسلامي بالقاهرة تحت رقم ٦٩٠١ بكتابة أثرية على الرّخام تشتمل على ثلاثة أسطر بالخطّ النسخ المملوكي تحمل النصّ التالي: «أمر بفتح هذا المسجد المبارك الذي يسمّى معبد موسى، ﵇، مولانا السّلطان الملك الظّاهر خلّد اللّه ملكه و … ».