للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن هنا ينقسم شارع القاهرة المذكور إلى طريقين: أحدهما ذات اليمين، والأخرى ذات اليسار (١).

[[الشارع المسلوك فيه إلى باب الفتوح]]

فأمّا ذات اليسار فإنّها تتمّة القصبة المذكورة. فإذا مرّ السّالك من باب حمّام الأمير بيسري، فإنّه يجد على يسرته باب الخرنشف المسلوك فيه إلى باب سرّ البيسريّة، وإلى باب حارة برجوان الذي يقال له أبو تراب، وإلى الخرنشف وإسطبل القطبية، وإلى الكافوري، وإلى حارة زويلة، وإلى البندقانيين وغير ذلك.

ثم يسلك أمامه فيجد سوقا - يعرف أخيرا بالوزّازين والدّجّاجين - يباع فيه الإوزّ والدّجاج والعصافير وغير ذلك من الطّيور، وأدركناه عامرا سوقا كبيرا، من جملته دكّان لا يباع فيها غير العصافير فيشتريها الصّغار للّعب بها. وفي هذا السّوق، على يمنة السّالك، قيسارية يعلوها ربع كانت مدّة سوقا يباع فيه الكتب، ثم صارت لعمل الجلود، وكانت من جملة أوقاف المارستان المنصوري، فهدمها بعض من كان يتحدّث في نظره عن الأمير أيتمش في سنة إحدى وثمان مائة، وعمّرها على ما هي عليه الآن. وعلى يسرة السّالك في هذا السّوق ربع يجري في وقف المدرسة الكامليّة، وكان هذا السّوق يعرف قديما بالتّبّانين والقمّاحين.

ثم يمرّ سالكا أمامه فيجد سوق الشّمّاعين متّصلا بسوق الدّجّاجين، وكان سوقا كبيرا فيه صفّان عن اليمين والشّمال من حوانيت باعة الشّمع أدركته عامرا، وقد بقي منه الآن يسير. وفي آخر هذا السّوق، على يمنة السّالك، الجامع الأقمر، وكان موضعه قديما سوق القمّاحين، وقبالته درب الخضيري. وبجانب الجامع الأقمر من شرقيه الزّقاق الذي يعرف بالمحايريين، ويسلك فيه إلى الرّكن المخلّق وغيره، وقبالة هذا الزّقاق بئر الدّلاء.

ثم يسلك المارّ أمامه فيجد على يمنته زقاقا ضيّقا ينتهي إلى دور ومدرسة تعرف بالشّرابشيّة يتوصّل من باب سرّها إلى الدّرب الأصفر تجاه خانقاه بيبرس.


= فالأشرف إينال تولى السلطنة سنة ٨٥٩ هـ.
(١) يحدّد انقسام الشارعين الآن السبيل الذي أنشأه عبد الرحمن كتخدا سنة ١١٥٧ هـ/ ١٧٤٤ م، والمسجل بالآثار تحت رقم ٢١، والواقع تجاه قصر بشتاك والذي ينقسم عنده شارع المعز لدين اللّه قسمين: امتداد الشارع على اليسار المؤدي إلى باب الفتوح، وشارع التمبكشية المؤدّي إلى شارع الجمالية وباب النصر على اليمين.