بالفضيلة، وكانت له ثروة وصدقات. ومولده في ذي القعدة سنة سبع وتسعين وخمس مائة، ووفاته بزاويته في ليلة الثاني والعشرين من شهر رجب الفرد سنة ستّ وتسعين وستّ مائة.
وكانت هذه الزّاوية أوّلا تعرف بزاوية شمس الدّين بن كر البغدادي.
زاوية الظّاهري
هذه الزّاوية (١) خارج باب البحر، ظاهر القاهرة عند حمّام طرغاي على الخليج الناصري.
كانت أوّلا تشرف طاقاتها على بحر النيل الأعظم، فلمّا انحسر الماء عن ساحل المقس، وحفر الملك الناصر محمد بن قلاوون الخليج الناصريّ، صارت تشرف على الخليج المذكور من برّه الشّرقي، واتّصلت المناظر هناك؛ إلى أن كانت الحوادث من سنة ستّ وثمان مائة، فخربت حمّام طرغاي، وبيعت أنقاضها وأنقاض كثير ممّا كان هناك من المناظر، وأنشئ موضعها (a) بستان عرف أوّلا بعبد الرّحمن، صيرفيّ الأمير جمال الدّين الأستادّار، لأنّه أوّلا أنشأه، ثم انتقل عنه.
والظّاهري
هذا هو أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، أبو العبّاس جمال الدّين الظّاهريّ.
كان أبوه محمّد بن عبد اللّه عتيق الملك الظّاهر شهاب الدّين غازي، وبرع حتى صار إماما حافظا، وتوفّي ليلة الثلاثاء لأربع بقين من ربيع الأوّل سنة ستّ وتسعين وستّ مائة بالقاهرة، ودفن بتربته خارج باب النصر (٢).
وابنه عثمان بن أحمد بن محمد بن عبد اللّه فخر الدّين بن جمال الدّين الظّاهري الحلبي، الإمام العلاّمة المحدّث الصّالح، ولد في سنة سبعين وستّ مائة، وأسمعه أبوه بديار مصر والشّام، وكان مكثرا، ومات بزاويته (b) هذه خارج باب البحر (b) في سنة ثلاثين وسبع مائة، (b) ودفن بمقابر باب النصر (b) (٣).
(a) بولاق: هناك. (b) (b-b) إضافة من المسوّدة. (١) في المقفى الكبير (٦٠٠: ١) أنّ الذي ابتناها لأبي العباس الظّاهري، الأمير أيدغدي العزيزي. (٢) انظر في ترجمته، الصفدي: أعيان العصر ٣٤٠: ١ - ٣٤٢، الوافي بالوفيات ٣٦: ٨؛ الجزري: غاية النهاية في طبقات القراء ١٢٢: ١؛ المقريزي: المقفى الكبير ٦٠٠: ١؛ أبا المحاسن: المنهل الصافي ١٢١: ٢. (٣) انظر في ترجمته، الصفدي: أعيان العصر ٢١٢: ٣ - ٢١٣، الوافي بالوفيات ٤٦٦: ١٩؛ القرشي: الجواهر -