هذه الكنيسة من أجلّ كنائس اليهود. ويزعمون أنّها تنسب لنبي اللّه إلياس ﵇ وأنّه ولد بها، وكان يتعاهدها في طول إقامته بالأرض إلى أن رفعه اللّه إليه.
[إلياس]
هو فينحاس بن إلعازر بن هارون ﵇(١) - ويقال إلياسين بن ياسين بن عيزار بن هارون، ويقال هو إلياهو - وهي عبرانية معناها قادر أزلي - وعرّب فقيل إلياس (٢).
ويذكر أهل العلم من بني إسرائيل أنّه ولد بمصر، وخرج به أبوه إلعازر من مصر مع موسى ﵇ وعمره نحو الثلاث سنين، وأنّه هو الخضر الذي وعده اللّه بالحياة، وأنّه لمّا خرج بلعام بن باعورا ليدعو على موسى صرف اللّه لسانه حتى يدعو على نفسه وقومه.
وكان من زنى بني إسرائيل بنساء الأمورانيين وأهل مؤاب ما كان، فغضب اللّه تعالى عليهم، وأوقع فيهم الوباء، فمات منهم أربعة وعشرون ألفا، إلى أن هجم فينحاس هذا على خباء فيه رجل على امرأة يزني بها، فنظمهما جميعا برمحه، وخرج وهو رافعهما، وشهرهما غضبا للّه، فرحمهم اللّه سبحانه، ورفع عنهم الوباء وكانت له أيضا آثار مع نبيّ اللّه يوشع بن نون، ولمّا مات يوشع قام من بعده فينحاس هذا هو وكالاب ابن يوفنا، فصار فينحاس إماما، وكالاب يحكم بينهم.
وكانت الأحداث في بني إسرائيل، فساح إلياس، ولبس المسوح، ولزم القفار، وقد وعده اللّه ﷿ في التّوراة بدوام السّلامة فأوّل ذلك بعضهم بأنّه لا يموت فامتدّ عمره إلى أن ملك يهو شافاط بن آسا بن أفيا بن رحبعم (a) بن سليمان بن داود ﵉ على سبط يهوذا في
(a) عند سعيد بن البطريق: رحبعام. (١) كتاب يوشع بن نون ٣٢/ ٢٢، ٣٣/ ٢٤. (٢) ورد ذكر إلياس في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ اَلْمُرْسَلِينَ﴾ [الآية ١٢٣ سورة ص]، وانظر كذلك الثعلبي: قصص الأنبياء ٢٢٣ - ٢٢٩؛ سعيد بن البطريق: التاريخ المجموع ٣٤: ١، ونشرة Breydy ٥؛ النويري: نهاية الأرب ٩: ١٤ - ٢٨؛ Wensinck، A.L. & Vajda G.، El ٢ art.Ilyas III، pp. ١١٨٤ - ٨٥