للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر بساتين الوزير -]

هذه البساتين في الجهة القبليّة من بركة الحبش، وهي قرية فيها عدّة مساكن وبساتين كثيرة، وبها جامع تقام فيه الجمعة، وعرفت بالوزير أبي الفرج محمد بن جعفر ابن محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن محمد المغربي (١). وبنو المغربي أصلهم من البصرة، وصاروا إلى بغداد (٢). وكان أبو الحسن عليّ بن محمد، تخلّف على ديوان المغرب ببغداد، فنسب به إلى المغرب، وولد ابنه الحسين بن عليّ ببغداد، فتقلّد أعمالا كثيرة، منها تدبير محمد بن ياقوت عند استيلائه على أمر الدّولة ببغداد.

وكان خال ولده عليّ - وهو أبو عليّ هارون بن عبد العزيز الأوارجي الذي مدحه أبو الطّيّب المتنبيّ - من أصحاب أبي بكر محمد بن رائق. فلمّا لحق ابن رائق ما لحقه بالموصل، صار الحسين ابن عليّ بن المغربي إلى الشّام، ولقي الإخشيد وأقام عنده، وصار ابنه أبو الحسن عليّ بن الحسين ببغداد، فأنفذ الإخشيد غلامه فاتك المجنون، فحمله ومن يليه إلى مصر.

ثم خرج ابن المغربي من مصر إلى حلب، ولحق به سائر أهله، ونزلوا عند سيف الدّولة أبي الحسن عليّ بن عبد اللّه بن حمدان مدّة حياته، وتخصّص به الحسين بن عليّ بن محمد المغربي، ومدحه أبو نصر بن نباتة، وتخصّص أيضا عليّ بن الحسين بسعد الدّولة بن حمدان، ومدحه أبو العبّاس النامي.

ثم شجر بينه وبين ابن حمدان ففارقه، وصار إلى بكجور بالرّقّة، فحسّن له مكاتبة العزيز باللّه نزار والتّحيّز إليه. فلمّا وردت على العزيز مكاتبة بكجور قبله واستدعاه، وخرج من الرّقّة يريد دمشق، فوافاه عبد العزيز بولاية دمشق وخلفه، فتسلّمها وخرج لمحاربة ابن حمدان بحلب بمشورة عليّ بن المغربي، فلم يتم له أمر، وتأخّر عنه من كاتبه، فقال لابن المغربي: غرّرتني فيما أشرت به عليّ، وتنكّر له. ففرّ منه إلى الرّقّة.

وكانت بين بكجور وبين ابن حمدان خطوب آلت إلى قتل ابن بكجور ومسير ابن حمدان إلى الرّقّة. ففرّ ابن المغربي منها إلى الكوفة، وكاتب العزيز باللّه يستأذنه في القدوم، فأذن له.


(١) ابن دقماق: الانتصار ٥٧: ٤.
(٢) راجع عن بني المغربي، الرذرواري: ذيل تجارب الأمم ٢١٧، ٢٣٥ - ٢٣٨؛ ابن ظافر: أخبار الدول المنطقعة ٤٨ - ٥٠؛ ابن العديم: زبدة الحلب ١٥٢: ١، ١٧٢ - ١٧٨؛ الفاسي: العقد الثمين ٦٩: ٤ - ٧٦؛ المقريزي: اتعاظ الحنفا ٨٢: ٢، محمد كريم إبراهيم: بنو المغربي ودورهم السياسي والإداري خلال القرنين الرابع والخامس الهجريين، رسالة ماجستير مقدمة إلى كلية الآداب - جامعة بغداد ١٩٧٦، Smoor، P.، El ٢ art.al-Maghribi، Banu V، pp. ١٢٠٠ - ٢.