للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمير صاروجا نقيب الجيش (١) بعد سنة ثلاثين وسبع مائة. وكانت تلك الخطّة قد عمرت عمارة زائدة، وأدركت منها بقيّة جيّدة إلى أن دثرت فصارت كيمانا. وتقام الجمعة إلى اليوم في هذا الجامع أيّام النّيل (٢).

جامع الطّبّاخ

هذا الجامع خارج القاهرة بخطّ باب اللّوق بجوار بركة الشّقاف، كان موضعه وموضع بركة الشّقاف من جملة الزّهريّ (٣). أنشأه الأمير جمال الدّين آقوش، وجدّده الحاج عليّ الطّبّاخ في المطبخ السّلطاني أيّام الملك النّاصر محمد بن قلاوون، ولم يكن له وقف، فقام بمصالحه من ماله مدّة؛ ثم إنّه صودر في سنة ستّ وأربعين وسبع مائة، فتعطّل مدّة نزول الشّدّة بالطّبّاخ، ولم تقم فيه تلك المدّة الصّلاة.


(١) ترجمت المصادر للأمير شهاب الدّين صاروجا نقيب الجيوش، الذي توفي فجأة عند نزوله عن فرسه في جمادى الأولى سنة ٧٣٦ هـ/ ١٣٣٦ م، وصاروجا تصغير أصفر باللغة التركية. (الصفدي: الوافي بالوفيات ٢٢٥: ١٦ - ٢٢٦؛ المقريزي: السلوك ٣٧٧: ٢؛ ابن حجر: الدرر الكامنة ٢٩٦: ٢؛ أبو المحاسن: المنهل الصافي ٣١٩: ٦ - ٣٢٠).
(٢) ذكره المقريزي في السلوك ٥٤٥: ٢، وأبو المحاسن في النجوم الزاهرة ٢٠٧: ٩ - ٢٠٨ باسم جامع أخي صاروجا بشون القصب، بينما نسبه ابن إياس في بدائع الزهور ٤٦٣: ١/ ١ إلى الأمير صاروجا نفسه. وقد اندثر الآن هذا الجامع الذي كان يقع بشارع أرض الحرمين قرب تلاقيه بشارع حمدي وشارع الظاهر حيث كان يمرّ الخليج النّاصري في تلك الجهة. (علي مبارك: الخطط التوفيقية ٩٢: ٥؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٢٠٧: ٩ هـ ٥، ٦).
(٣) ورد هذا الجامع على خريطة القاهرة التي رسمها علماء الحملة الفرنسية (N ١٣، ٩٩)، وشاهد علي باشا مبارك بقايا الجامع وقال: «وهو عن شمال الذّاهب من باب اللّوق إلى جهة قصر النّيل، بابه على الشّارع وبه منبر وخطبة وشعائره مقامة ومنافعه تامّة مع قدم عمارته». (الخطط التوفيقية ١٠٠: ٥ (٤١)؛ وانظر كذلك، مجهول: تاريخ سلاطين المماليك ٢٢٦؛ الشجاعي: تاريخ الملك الناصر ١١٨؛ المقريزي: السلوك ٦٨٦: ٢).
وأزالت وزارة الأوقاف هذا الجامع القديم سنة ١٣٥٠ هـ/ ١٩٣١ م وأقامت مكانه جامعا جديدا يقع الآن في نهاية شارع علي ذو الفقار (الصّنافيري سابقا) عند التقائه بميدان عبد السّلام عارف (باب اللّوق سابقا) في ظهر المبنى الذي تشغله الآن محافظة القاهرة. (انظر كذلك سعاد ماهر: مساجد مصر ٢٠٤ - ٢٠٥).