وبينها وبين المدرسة الصّاحبيّة دون مدى الصّوت، فيسمع كلّ من مصلّي الموضعين (a) تكبير الآخر. وهذا وأنظاره بالقاهرة من شنيع ما حدث في غير موضع، ولا قوّة إلاّ باللّه على إزالة هذه المبتدعات.
المدرسة الصّغيرة (b) المجاورة لدار القاضي محبّ الدّين ناظر الجيش (b) فيما بين البندقانيين وطواحين الملحيين، ويعرف خطّها ببيت محبّ الدّين ناظر الجيوش، ويعرف أيضا بخطّ بين العواميد. (b) وهي الآن مغلقة (b) بنتها السّتّ أيدكين زوجة الأمير سيف الدّين بكجا الناصري في سنة إحدى وخمسين وسبع مائة. (b) وهي تجاه الفندق المعروف بالعكر والإسطبل الذي خلف ظهر الدّار الكبرى المعروفة بدار كتبغا (b).
تربة الصّالح عليّ (c) [أثر رقم ٢٧٤]
هذه التّربة (d) بجوار المدرسة الأشرفيّة (١) بالقرب من المشهد النفيسي فيما بين القاهرة ومصر، موضعها من جملة ما كان بستانا. أنشأها السّلطان (e) الملك المنصور قلاوون (b) ونجزت عمارتها (b) على يد الأمير علم الدّين سنجر الشّجاعي في سنة اثنتين وثمانين وستّ مائة برسم أمّ الملك الصّالح علاء الدّين عليّ بن الملك المنصور قلاوون. فلمّا كمل بناؤها نزل إليها الملك المنصور ومعه ابنه الصّالح عليّ، وتصدّقا عند قبرها بمال جزيل، ورتّب لها وقفا حسنا على قرّاء وفقهاء وغير ذلك. وكانت وفاتها في سادس عشر شوّال سنة ثلاث وثمانين وستّ مائة (٢).
(a) بولاق: كل من صلى بالموضعين. (b) (b-b) إضافة من المسوّدة. (c) بولاق: مدرسة تربة أم السّلطان، وسائر النسخ: تربة الصّالح، والمثبت من المسوّدة. (d) بولاق والنسخ: المدرسة. (e) إضافة من المسوّدة. (١) انظر عن المدرسة الأشرفية فيما تقدم ٧٧٣: ٣ هـ ٣، وفيما يلي ٦٧٣. (٢) هي التّربة التي سمّاها ابن دقماق «التّربة الخاتونية» (الانتصار ١٢٥: ٤)، والتي دفن بها في سنة ٦٨٧ هـ/ ١٢٨٨ م الملك الصّالح علاء الدّين علي بن قلاوون في حياة أبيه، ثم دفنت بها ابنته خاتون أرملة الملك السعيد محمد -