وقف (a) هذه الدّار، فما زال (b) بقضاة العصر حتى حكموا له بهذه الدّار، وجعلوها له بطريق من طرقهم، فأقام فيها حتى أخرجه النّاصر لنيابة دمشق في سنة ثلاث عشرة وثمان مائة (c)، فنزل بها الأمير دمرداش (١). فلمّا قتل النّاصر وقام من بعده الملك المؤيّد شيخ وقبض على الأمير دمرداش، ثارت ابنة جمال الدّين - وهي امرأة أحمد المذكور ولها منه أولاد - وأرادت استرجاع الدّار كما فعلت في مدرسة أبيها، وكان لها ولورثة تغري بردي شئون (d)، واستقرّت لبني تغري بردي (٢).
[دار بيبرس]
هذه الدّار فيما بين دار ابن فضل اللّه والسّبع قاعات، في ظهر حارة زويلة وقريبة من سويقة المسعودي، تشبه أن تكون من جملة إسطبل الجمّيزة. كانت دار الشّريف بن ثعلب صاحب المدرسة الشّريفية برأس حارة الجوذريّة. ثم عرفت (e)) بالأمير ركن الدّين أباجي (٣)، ثم عرفت (e) بالأمير ركن الدّين بيبرس الجاشنكير، فإنّه كان يسكنها وهو أمير قبل أن يلي السّلطنة، وجدّد رخامها من الرّخام الذي دلّه عليه الأمير ناصر الدّين محمد بن الأمير بدر الدّين بكتاش الفخري أمير سلاح، بالقصر الذي عرف بقصر أمير سلاح من جملة قصر الخلفاء كما سيأتي خبر ذلك عند ذكر الخانقاه الرّكنية بيبرس، فإنّ بيبرس هذا هو الذي أنشأها (٤).
(a) بولاق: قد وقف. (b) بولاق: فلم يزل. (c) بولاق: وسبع مائة. (d) بولاق: مخاصمات. (e-e) ساقطة من بولاق. (١) الأمير سيف الدّين دمرداش المحمّدي الأتابكي الظّاهري، نائب حلب ثم نائب دمشق، المتوفى سنة ٨١٨ هـ/ ١٤١٥ م. (المقريزي: السلوك ٣٠١: ٤؛ ابن حجر: إنباء الغمر ٧٩: ٣؛ أبو المحاسن: المنهل الصافي ٣١٦: ٥ - ٣٢٤، النجوم الزاهرة ١٣٨: ١٤؛ السخاوي: الضوء اللامع ٢١٩: ٣؛ ابن إياس: بدائع الزهور ١٨: ٢). (٢) ذكرها أبو المحاسن بن تغري بردي في وثيقة وقفه المحفوظة بمحكمة الأحوال الشخصية بالقاهرة تحت رقم ١٤٧ محفظة ٢٣، ووصفها بالعبارة التالية: الدّار الكائنة بخطّ رأس حارة برجوان بالقاهرة المحروسة بالقرب من حمّام الرّومي بجوار المسجد المعمور بذكر اللّه المعروف بمسجد الكويك، وفندق معدّ لطبخ السكر». (عبد اللطيف إبراهيم: «وقفية ابن تغري بردي» في كتاب المؤرّخ ابن تغري بردي، القاهرة ١٩٧٤، ٢٠٠، ٢٠٥، وفيما يلي ٢٤٧ هـ ١). ولم يرد ذكر لمسجد الكويك في كتاب الخطط وإنّما ورد عرضا ذكر لحمام الكويك المعروفة بحمام عبّاس. (فيما تقدم ١٤٧، ١٨٥) داخل حارة زويلة ودرب شمس الدولة. (٣) المقريزي: مسودة المواعظ ٤٠٥. (٤) فيما يلي ٤١٧: ٢.