رحاب باب اللّوق خمس رحاب يطلق عليها كلّها الآن رحبة باب اللّوق، وبها تجتمع أصحاب الحلق وأرباب الملاعيب (a) (١) والحراف، كالمشعبذين والمخايلين والحواة والمثاققين (b) والمصارعين (c) وغير ذلك، فيحشر هنالك من الخلائق للفرجة ولعمل الفساد ما لا ينحصر كثرة.
وكان قبل ذلك، في حدود ما قبل الثمانين وسبع مائة من سني الهجرة (d)، إنّما تجتمع النّاس (e) لذلك في الطّريق الشّارع المسلوك من جامع الطّبّاخ بالخطّ المذكور إلى قنطرة قدادار (f) (٢).
رحبة التّبن
هذه الرّحبة قريبة من رحبة باب اللّوق، في بحري منشاة الجوّانية، شارعة في الطّريق العظمى المسلوك فيها من رحبة باب اللّوق إلى قنطرة الدّكّة، ويتوصّل إليها السّالك من عدّة جهات.
وكانت هذه الرّحبة قديما تقف فيها الجمال بأحمال التّبن لتباع هناك، ثم اختطّت وعمّرت، وصارت بها سويقة كبيرة عامرة بأصناف المأكولات. والخطّ إنّما يعرف برحبة التّبن، (g)) وأدركنا هذا الخطّ في غاية العمارة (g) وقد خرب (g)) أكثره في المحن الكائنة من (g) سنة ستّ وثمان مائة (٣).
(a) بولاق: الملاعب. (b) بولاق: المتأففين. (c) إضافة من مسودة الخطط. (d) العبارة في مسودة الخطط: وكان قبل زمننا هذا بنحو ثلاثين سنة في حدود الثمانين وسبع مائة وما قبلها. (e) مسودة الخطط: الخلق. (f) هنا في هامش آياصوفيا: بياض اثنا عشر سطرا. (g-g) إضافة من مسودة الخطط. (١) عن الملاعيب وأنواعها، انظر دراسة نبيل محمد عبد العزيز: الملاعيب في عصر سلاطين المماليك، القاهرة - مكتبة الأنجلو المصرية ٢٠٠٢. (٢) المقريزي: مسودة الخطط ١٨ ظ. (٣) نفسه ١٩ و.