للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الوجود، وكان كثيرا ما ينشد:

[البسيط]

إذا وتّرت (a) امرأ فاحذر عداوته … من يزرع الشّوك لم يحصد به عنبا

وينشد كثيرا:

[الطويل]

تودّ عدوّي ثم تزعم أنّني … صديقك، إنّ الرأي منك (b) لعازب

وأخذه مرّة مرض من حمّى قويّة، وحدث به النافض وهو في مجلس السّلطان ينفّذ الأشغال، فما تأثّر، ولا ألقى جنبه إلى الأرض حتى ذهبت وهو كذلك.

وكان يتعزّر على الملوك الجبابرة، وتقف الرّؤساء على بابه من نصف الليل ومعهم المشاعل والشّمع، وعند الصّباح يركب فلا يراهم ولا يرونه، لأنّه إمّا أن يرفع رأسه إلى السّماء تيها، وإمّا أن يعرّج إلى طريق غير التي هم بها، وإمّا أن يأمر الجنادرة التي في ركابه بضرب الناس وطردهم من طريقه، ويكون الرّجل قد وقف على بابه طول الليل، إمّا من أوّله أو من نصفه بغلمانه ودوابّه، فيطرد عنه ولا يراه.

وكان له بوّاب يأخذ من الناس مالا كثيرا، ومع ذلك يهينهم إهانة مفرطة، وعليه للصّاحب في كلّ يوم خمسة دنانير، منها ديناران برسم الفقّاع، وثلاثة دنانير برسم الحلوى وكسوة غلمانه، ونفقاته عليه أيضا، ومع ذلك اقتنى عقارا وقرى.

ولمّا كان بعد موت الصّاحب، قدم من بغداد رسول الخليفة الظّاهر - وهو محيى الدّين أبو المظفّر بن الجوزي - ومعه خلعة الخليفة للملك الكامل، وخلع لأولاده، وخلعة للصّاحب صفيّ الدّين، فلبسها فخر الدّين سليمان كاتب الإنشاء.

وقبض الملك الكامل على أولاده: تاج الدّين يوسف وعزّ الدّين محمد وحبسهما، وأوقع الحوطة على سائر موجوده. وعفا عنه.

المدرسة الشّريفيّة

هذه المدرسة بدرب كركامة، على رأس حارة الجوذريّة من القاهرة (c) وخطّ طواحين الملحيين، وهي بالقرب من المدرسة الكهارية على يسرة السّالك منها إلى خطّ طواحين الملحيين (c) (١)، وقفها


(a) بولاق: حقرت.
(b) بولاق: عنك.
(c) (c-c) إضافة من المسوّدة.
(١) انظر فيما تقدم ١٢٤: ٣؛ وفيما يلي ٦٧٨.