للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدرسة الفارسيّة

هذه المدرسة بخطّ الفهّادين (١) بأوّل العطوفيّة بالقاهرة، كان موضعها كنيسة تعرف بكنيسة الفهّادين. فلمّا كانت واقعة النصارى في سنة ستّ وخمسين (a) وسبع مائة، هدمها الأمير فارس الدّين البكّي - قريب الأمير سيف الدّين آل ملك الجوكندار - وبنى (b) في موضعها (b) هذه المدرسة - (b) أثابه اللّه الجنّة (b) - ووقف عليها وقفا يقوم بما تحتاج إليه (٢).

المدرسة السّابقيّة [أثر رقم ٤٥]

هذه المدرسة داخل قصر الخلفاء الفاطميين من جملة القصر الكبير الشّرقي الذي كان دار الخلافة، ويتوصّل إلى هذه المدرسة الآن من (c) الزّقاق المقابل (c) لحمّام البيسري بخطّ بين القصرين، وكان يتوصّل إليها أيضا من باب القصر المعروف بباب الرّيح - (d) وهو الباب المظلم الذي في آخر (d) الرّكن المخلّق - وموضعه الآن قيساريّة الأمير جمال الدّين يوسف الأستادّار (٣).


(a) المسوّدة: خمس وخمسين.
(b) (b-b) إضافة من المسوّدة.
(c) (c-c) من المسوّدة، وفي النسخ: من تجاه حمام.
(d) (d-d) من المسوّدة، وفي النسخ: بباب الريح من خط الركن المخلّق.
(١) انظر عند خطّ الفهّادين (فيما تقدم ١٠٣: ٣)، وهو الخطّ الواقع فيما بين الجوّانية والمناخ.
(٢) حلّ مكان «المدرسة الفارسية» الآن، الزّاوية المعروفة ب «زاوية الأربعين» الواقعة داخل عطفة الزّاوية المتفرّعة من درب الزّاوية التي يتوصّل إليها من حارة المبيضة المتفرّعة من شارع الجمالية أمام جامع سعيد السّعداء. (أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ١١٤: ١١ هـ ٦).
(٣) كانت هذه المدرسة تقع في القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي داخل خطّ أمير سلاح الذي أصبح يطلق عليه منذ هذا التاريخ وإلى الآن «درب قرمز» (انظر فيما تقدم ٩٤: ٣). وكانت المدرسة التي تعرف الآن باسم «جامع مثقال» و «جامع درب قرمز» في حالة متخرّبة منذ فترة طويلة، حتى تمّ ترميمها وإصلاحها بواسطة المعهد الألماني للآثار بالقاهرة في سبعينيات القرن العشرين. وهي مدرسة معلّقة يصعد إليها بعشر درجات، ويمرّ تحتها طريق توصّل بين درب قرمز وميدان بيت القاضي، وعلى جانبي تلك الطريق قاعات بأسفل المدرسة. وعتبة باب المدرسة السفلية قطعة من الجرانيت الأسود عليها كتابة مصرية قديمة. وتوجد بأعلى مدخل المدرسة كتابة تاريخية تحمل النصّ التالي:
«أمر بإنشاء هذه المدرسة المباركة العبد الفقير إلى اللّه سابق الدّين مقدّم المماليك غفر اللّه له» van Berchem،)