للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم عقد عليها يوم الاثنين سادس ربيع الآخر (١) على ثلاثين ألف دينار حالّة، المعجّل منها عشرون ألفا، وعقد العقد قاضي القضاة بدر الدّين محمد بن جماعة، وقبل عن السّلطان/ النّائب أرغون وبنى عليها.

وأعاد الرّسل بعد أن شملهم من الإنعام ما أربى على أملهم، ومعهم هديّة جليلة، فساروا في شعبان، وتأخّر قاضي هراى حتى حجّ، وعاد في سنة إحدى وعشرين.

وماتت في رابع عشرين ربيع الآخر سنة خمس وستين وسبع مائة، ودفنت بتربتها خارج باب البرقيّة بجوار تربة خوند طغاي أم أنوك (٢).

دار حارس الطّير

هذه الدّار بداخل درب قراصيا بخطّ رحبة باب العيد، عرفت بالأمير سيف الدّين أسنبغا حارس الطّير، ترقّى في الخدم إلى أن صار نائب السّلطنة بديار مصر في أيّام السّلطان حسن بن محمد بن قلاوون بعد بيبغاروس (a). ثم عزل بالأمير قبلاي، وجهّز إلى نيابة غزّة فأقام بها شهرا، وقبض عليه وحضر مقيّدا إلى الإسكندرية في شعبان سنة اثنتين وخمسين وسبع مائة، فسجن بها مدّة. ثم أخرج إلى القدس، فأقام بطّالا مدّة، ثم نقل إلى نيابة غزّة في شعبان سنة ستّ وخمسين وسبع مائة (٣).


(a) بولاق: يلبغا روس.
(١) في كنز الدرر: يوم الجمعة سلخ ربيع الأوّل وأنّ الذي كتب الكتاب الشّريف السّلطاني القاضي علاء الدّين بن الأثير، كتبه في شقّة أطلس أبيض بالذهب المحلول، وكان مبلغه ثلاثين ألف دينار دينار حالّة.
(٢) في السلوك ٩٥: ٣ أنّ التي ماتت في سنة ٧٦٥ هـ/ ١٣٦٤ م خوند طولباي التركية عتيقة السلطان حسن وامرأة الأمير يلبغا الأتابك! ولها ترجمة عند ابن حجر: الدرر الكامنة ٣٢٩: ٢؛ أبي المحاسن: النجوم الزاهرة ٨٤: ١١، المنهل الصافي ٣١: ٧؛ وانظر فيما يلي ٤٢٥: ٢، ٤٦٤.
(٣) لعل إشارة المقريزي هنا هي الإشارة الوحيدة لتولي الأمير سيف الدّين أسنبغا نيابة السّلطنة بعد بيبغاروس القاسمي الذي استمرّ نائبا للسّلطنة من ٥ شوال سنة ٧٤٨ هـ إلى أن عزل في أثناء سنة ٧٥١ هـ. فالمعروف أنّ الذي تولّى بينه وبين الأمير قبلاي الناصري الحاجب الذي أصبح نائبا للسلطنة في رمضان سنة ٧٥٣ هـ هما: بيبغا أرس ططر وأرغون بن عبد اللّه الكاملي. (راجع، محمد عبد الغني الأشقر: نائب السلطنة المملوكية في مصر (من ٦٤٨ - ٩٢٣ هـ/ ١٢٥٠ - ١٥١٧ م)، القاهرة - تاريخ المصريين ١٥٨، ١٩٩٩، ٣٨٠ - ٣٨١).