للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المساكين. وماتت في الخامس من جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين وسبع مائة، ومخدّتها حشوها (a) من ليف (١). ثم سكن هذه الدّار الأمير جمال الدّين محمود بن عليّ الأستادّار مدّة، وأنشأ تجاهها مدرسة (٢).

دار الصّالح

هذه الدّار بحارة الدّيلم قريبا من السّجن، وكانت دار الصّالح طلائع بن زرّيك يسكنها وهو أمير قبل أن يلي الوزارة، بناها في سنة سبع وأربعين وخمس مائة. وما زالت باقية إلى أن خرّبها الأمير الوزير ركن الدّين عمر بن محمد بن قايماز (٣) في سنة أربع وتسعين وسبع مائة (٤)، وبناها على ما هى عليه الآن (b) (٥).

[دار بهادر]

هذه الدّار بالقاهرة جوار المشهد الحسيني، في درب جرجي المقابل للأبّارين المسلوك منه إلى دار الضّرب وغيره. أنشأها الأمير بهادر رأس نوبة (٦)، أحد مماليك الملك المنصور قلاوون، واتّفق أنّه كان ممّن مالأ الأمير بدر الدّين بيدرا على قتل الملك الأشرف خليل بن قلاوون؛ فلمّا قدّر اللّه


(a) زيادة من مسودة المواعظ.
(b) هنا في هامش آياصوفيا: بياض سطرين.
(١) المقريزي: مسودة المواعظ ٣٩٤ - ٣٩٥.
(٢) تعرف بالمدرسة المحمودية بشارع الخيميّة، انظر فيما يلي ٣٩٥: ٢.
(٣) الأمير ركن الدّين عمر بن ناصر الدّين محمد بن قايماز أستادّار الأمير بيبرس بن أخت السّلطان برقوق، عيّن وزيرا في ١٤ صفر سنة ٧٩٤ هـ. (المقريزي: مسودة المواعظ ٣٩٧).
(٤) نفسه ٣٩٧.
(٥) يرى صديقي الأستاذ محمد أبو العمائم أنّ جزءا من هذه الدّار هو القاعة المعروفة الآن بقاعة الدّردير (أثر رقم ٤٦٦).
(٦) الأمير سيف الدّين بهادر رأس نوبة، من جملة من باشر قتل الملك الأشرف خليل بن قلاوون، قتل هو والأمير آقوش قتّال السّبع في ١٢ محرم سنة ٦٩٣ هـ/ ١٢٩٢ م. (ابن الفرات: تاريخ الدول والملوك ١٨٨: ٨؛ المقريزي: المقفى الكبير ٥٠٠: ٢ - ٥٠١، السلوك ٧٩٥: ١؛ أبو المحاسن: النجوم الزاهرة ٢٢: ٨). ورأس نوبة أحد الوظائف التي كان يشغلها أرباب السيوف بحضرة السّلطان المملوكي - وهي خمس وعشرون وظيفة - وترتيبها الثالثة بينها. وموضوعها الحكم على المماليك السلطانية والأخذ على أيديهم وتنفيذ أمر السّلطان فيهم. وجرت العادة أن يكونوا أربعة أمراء: واحد مقدّم ألف وثلاثة طبلخاناه. (القلقشندي: صبح الأعشى ١٨: ٤، ٤٥٤: ٥؛ حسن الباشا: الفنون الإسلامية والوظائف ٥٤٥ - ٥٤٩).