للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر الآثار الواردة في خراب مصر]

روى قاسم بن أصبغ (١)، عن كعب الأحبار، قال: الجزيرة آمنة من الخراب حتى تخرب أرمينية، ومصر آمنة من الخراب حتى تخرب الجزيرة، والكوفة آمنة من الخراب حتى تكون الملحمة، ولا يخرج الدّجّال حتى تفتح القسطنطينيّة.

وعن وهب بن منبّه أنّه قال: الجزيرة آمنة من الخراب حتى تخرب أرمينيّة، وأرمينيّة آمنة من الخراب حتى تخرب مصر، ومصر آمنة من الخراب حتى تخرب الكوفة، ولا تكون الملحمة الكبرى حتى تخرب الكوفة، فإذا كانت الملحمة الكبرى فتحت القسطنطينيّة على يدي رجل من بني هاشم (٢).

وخراب الأندلس من قبل الزّنج، وخراب إفريقيّة من قبل الأندلس، وخراب مصر من انقطاع النّيل واختلاف الجيوش فيها، وخراب العراق من قبل الجوع والسّيف، وخراب الكوفة من قبل عدوّ من ورائهم يخفرهم حتى لا يستطيعوا أن يشربوا من الفرات قطرة، وخراب البصرة من قبل الغرق، وخراب الأبلّة من قبل عدوّ يخفرهم مرّة برّا ومرّة بحرا، وخراب الرّيّ من قبل الدّيلم، وخراب خراسان من قبل التّبت، وخراب التّبت من قبل الصّين، وخراب الصّين من قبل الهند، وخراب اليمن من قبل الجراد والسّلطان، وخراب مكّة من قبل الحبشة، وخراب المدينة من قبل الجوع. وفي رواية: وخراب أرمينيّة من قبل الرّجف والصّواعق، وخراب الأندلس وخراب الجزيرة من سنابك الخيل واختلاف الجيوش.

وعن عبد اللّه بن الصّامت قال: إنّ أسرع الأرضين خرابا للبصرة ومصر؛ فقيل له: وما يخرّبهما وفيهما عيون الرّجال والأموال؟ فقال: يخرّبهما القتل الأحمر والجوع الأغبر كأنّي بالبصرة كأنّها نعامة جاثمة، وأمّا مصر فإنّ نيلها ينضب (أو قال ييبس) فيكون ذلك خرابها.

وعن الأوزاعي: إذا دخل أصحاب الرّايات الصّفر مصر، فلتحفر أهل الشّام أسرابا تحت الأرض. وعن كعب: علامة خروج المهدي ألوية تقبل من قبل المغرب عليها رجل من كندة


(١) قاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف الأندلسي القرطبي مولى الوليد بن عبد الملك الأموي البيّاني (نسبة إلى بيّانة محلة في قرطبة)، كان مسند عصره بالأندلس وحافظه ومحدثه، وإماما من أئمة العلم، توفي بقرطبة سنة ٣٤٠ هـ/ ٩٥١ م (ابن الفرضي: تاريخ علماء الأندلس ٣٦٤: ١ - ٣٦٧؛ الحميدي: جذوة المقتبس ٣١١ - ٣١٢؛ ياقوت: معجم الأدباء ٢٣٦: ١٦ - ٢٣٧؛ الذهبي: سير أعلام النبلاء ٤٧٢: ١٥ - ٤٧٤؛ الصفدي: الوافي بالوفيات ١١٤: ٢٤ - ١١٥).
(٢) انظر فيما تقدم ٨١ عن كعب الأحبار.