أعرج، فإذا ظهر أهل المغرب على مصر، فبطن الأرض يومئذ خير لأهل الشّام. وعن سفيان الثّوري قال: يخرج عنق من البربر، فويل لأهل مصر.
وقال ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن مولى لشرحبيل بن حسنة - أو لعمرو بن العاص - قال:
سمعته يوما واستقبلنا فقال: أيّها لك مصر إذا رميت بالقسيّ الأربع: قوس الأندلس، وقوس الحبشة، وقوس التّرك، وقوس الرّوم.
وعن قاسم بن أصبغ، حدّثنا أحمد بن زهير، حدّثنا هارون بن معروف، حدّثنا ضمرة عن الشّيباني قال: تهلك مصر غرقا أو حرقا.
وعن عبد اللّه بن معلا أنّه قال لابنته: إذا بلغك أنّ الإسكندرية قد فتحت، فإنّ كان خمارك بالمغرب فلا تأخذيه حتى تلحقي بالمشرق.
وذكر مقاتل بن حيّان عن عكرمة، عن ابن عبّاس يرفعه، قال: أنزل اللّه تعالى من الجنّة إلى الأرض خمسة أنهار: سيحون - وهو نهر الهند - وجيحون - وهو نهر بلخ - ودجلة والفرات - وهما نهرا العراق - والنّيل وهو نهر مصر، أنزلها اللّه تعالى من عين واحدة من عيون الجنة، من أسفل درجة من درجاتها، على جناحي جبريل ﵇، واستودعها الجبال، وأجراها في الأرض، وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم، وذلك قوله ﷿: ﴿وَأَنْزَلْنا مِنَ اَلسَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنّاهُ فِي اَلْأَرْضِ﴾ [الآية ١٨ سورة المؤمنون].
فإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج، أرسل اللّه تعالى جبريل ﵇ فرفع من الأرض القرآن كلّه والعلم كلّه والحجر من ركن البيت ومقام إبراهيم وتابوت موسى بما فيه، وهذه الأنهار الخمسة، فيرفع كلّ ذلك إلى السّماء، فذلك قوله تعالى: ﴿وَإِنّا عَلى ذَهابٍ بِهِ/ لَقادِرُونَ﴾ [الآية ١٨ سورة المؤمنون]، فإذا رفعت هذه الأشياء من الأرض، فقدت أهلها خير الدّنيا والدّين.
وقال ابن لهيعة، عن عقبة بن عامر الحضرميّ، عن حيّان بن الأعين، عن عبد اللّه بن عمرو، قال: إنّ أوّل مصر خرابا أنطابلس.
وقال اللّيث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سالم بن أبي سالم، عن عبد اللّه بن عمرو، قال: إنّي لأعلم السّنة التي تخرجون فيها من مصر؛ قال: فقلت له: ما يخرجنا منها يا أبا محمد أعدوّ؟ قال: لا، ولكن يخرجكم منها نيلكم هذا، يغور فلا تبقى منه قطرة حتى تكون فيه الكثبان من الرّمل، وتأكل سباع الأرض حيتانه.