للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت بئره تعرف ببئر زويلة، وعليها ساقية تنقل الماء لشرب الخيول وموضع هذه البئر اليوم قيساريّة تعرف بقيساريّة يونس تجاه درب الأنجب. وقد شاهدت هذه البئر لمّا أنشأ الأمير يونس الدّوادار هذه القيساريّة والرّبع علوّها، فرأيت بئرا كبيرة جدّا، وقد عقد على فوّهتها عقد ركّب فوقه بعض القيساريّة، وترك منها شيء؛ ومنها الآن النّاس تسقي بالدّلاء.

وما زال هذا الإسطبل باقيا إلى أن انقرضت الدّولة الفاطمية فحكر، وبني في مكانه الآدرّ التي هي موجودة الآن، وحكره جار في أوقاف الصّلاح الإربلي (a) الكاملي (b)، وقد تقدّم ذكر هذا الإسطبل عند ذكر إسطبل الطّارمة، فانظر رسومه هناك (١).

دار الدّيباج

وكان بجوار إسطبل الجمّيزة (c) من غربيه دار الدّيباج، وهي حيث المدرسة الصّاحبيّة بسويقة الصّاحب، وما جاورها من جانبها وما خلفها إلى الوزيريّة، وكانت هي دار الوزارة القديمة (٢).

وأوّل من أنشأها الوزير يعقوب بن يوسف (d) بن كلّس وزير العزيز باللّه، ثم سكنها الوزير النّاصر للدّين قاضي القضاة وداعي الدّعاة علم المجد أبو محمد الحسن بن عليّ بن عبد الرّحمن اليازوري.

وما زالت سكن الوزراء إلى أن قدم أمير الجيوش بدر الجمالي من عكّا، ووزر للمستنصر (e)، وصار وزيرا مستبدّا، فأنشأ داره بحارة برجوان وسكنها (٣)، وسكن من بعده ابنه الأفضل بن أمير الجيوش بدار القباب التي عرفت بدار الوزارة الكبرى (٤).

وصارت هذه الدّار تعرف بدار الدّيباج، لأنّه يعمل فيها الحرير الدّيباج، ويتولاّها الأماثل والأعيان. فممّن وليها أبو سعيد بن قرقة الطّبيب متولّي خزائن السّلاح وخزائن السّروج والصّناعات (٥).


(a) بولاق: الأزبكي.
(b) إضافة من المسودة.
(c) في بولاق وسائر النّسخ: الطارمة وهو سبق قلم.
(d) بولاق: يونس.
(e) بولاق: ووزره المستنصر.
(١) فيما تقدم ٤٥٧ - ٤٥٩.
(٢) فيما يلي ٣٧١: ٢.
(٣) فيما يلي ٥٢: ٢.
(٤) فيما تقدم ٤٣٨.
(٥) فيما يلي ٦٣: ٢، ٨١.