ورهبان هذا الدّير لا يزالون دهرهم صائمين، لكنّ صومهم إلى العصر فقط، ثم يفطرون، ما خلا الصّوم الكبير والبرمولات، فإنّ صومهم في ذلك إلى طلوع النجم. والبرمولات هي الصّوم كذلك بلغتهم.
[دير أنبابولا]
وكان يقال له أوّلا «دير بولص»، ثم قيل له «دير بولا»، ويعرف ب «دير النمورة» أيضا.
وهذا الدير في البرّ الغربي من الطور، على عين ماء يردها المسافرون. وعندهم أنّ هذه العين تطهّرت منها مريم، أخت موسى ﵉ عند نزول موسى ببني إسرائيل في برّيّة القلزم (١).
وأنبا بولا هذا كان من أهل الإسكندرية، فلمّا مات أبوه ترك له ولأخيه مالا جمّا، فخاصمه أخوه في ذلك وخرج مغاضبا له، فرأى ميّتا يقبر فاعتبر به، ومرّ على وجهه سائحا حتى نزل على هذه العين، فأقام هناك واللّه تعالى يرزقه، فمرّ به أنطونيوس، وصحبه حتّى مات، فبنى هذا الدير على قبره. وبين هذا الدّير والبحر ثلاث ساعات، وفيه بستان فيه نخل وعنب، وبه عين ماء تجري أيضا.
[دير القصير]
قال أبو الحسن عليّ بن محمد الشّابشتي في كتاب «الدّيارات»: وهذا الدّير في أعلى الجبل، على سطح في قلّته، وهو دير حسن البناء محكم الصّنعة، نزه البقعة، وفيه رهبان مقيمون به، وله بئر منقورة في الحجر يستقى له منها الماء، وفي هيكله صورة مريم ﵍ في لوح، والناس يقصدون الموضع للنظر إلى هذه الصّورة. وفي أعلاه غرفة بناها أبو الجيش خمارويه ابن أحمد بن طولون، لها أربع طاقات إلى أربع جهات، وكان كثير الغشيان لهذا الدّير، معجبا
= ٢٩٠ كم من القاهرة من طريق السّويس. (راجع، Otto Meinardus، CE art.Dayr Arba Antuniyus III،؛ pp. ٧٢٠ - ٢١ الأنبا صموئيل: دليل الكنائس ٢٢٠ - ٢٢١). (١) يقع هذا الدّير قرب شاطئ البحر الأحمر على بعد ٢٥ كم جنوب غرب فنار الزّعفرانة. (راجع، أبا المكارم: تاريخ ٧٠: ٢ (أبا صالح: تاريخ ٧١)؛ Otto Meinardus،؛ CE art.Dayr Anba Bula III، p. ٧٤١ الأنبا صموئيل: دليل الكنائس ٢٢٢ - ٢٢٣).