للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: بشرط أن يكون متولّيها رجل دين (a)، والدّاعي النّاظر فيها، ويقام فيها متصدّرون برسم قراءة القرآن. فاستخدم فيها أبو محمد حسن بن آدم فتولاّها، وشرط عليه ما تقدّم ذكره، واستخدم فيها مقرئون (١).

ذكر دار الضّيافة

خرّج مالك في «الموطّأ» عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، أنّه قال: كان إبراهيم أوّل من ضيّف الضّيف.

وأوّل من اتّخذ دار ضيافة في الإسلام أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب في سنة سبع عشرة، وأعدّ فيها الدّقيق والسّمن والعسل وغيره، وجعل بين مكّة والمدينة من يحمل المنقطعين من ماء إلى ماء حتى يوصّلوهم (b) إلى البلد.

فلمّا استخلف عثمان بن عفّان أقام الضّيافة لأبناء السّبيل والمتعبّدين في المسجد.

وأوّل من بني بمصر دار الضّيافة للنّاس عثمان بن قيس بن أبي العاص السّهمي، أحد من شهد فتح مصر من الصّحابة (٢).

وكان ميدان القصر الغربي - الذي هو الآن الخرنشف - دار الضّيافة بحارة برجوان. وكانت هذه الدّار أوّلا تعرف بدار الأستاذ برجوان، وفيها كان يسكن حيث الموضع المعروف بحارة برجوان. ثم لمّا قدم أمير الجيوش بدر الجمالي في أيام الخليفة المستنصر من عكّا واستبدّ بأمر الدولة، أنشأ هناك دارا عظيمة وسكنها، ولم يسكن بدار الدّيباج التي كانت دار الوزارة القديمة.

فلمّا مات أمير الجيوش بدر، واستقرّ في (c) سلطنة ديار مصر ابنه الأفضل شاهنشاه بن أمير الجيوش، وأنشأ دار القباب - التي عرفت بدار الوزارة الكبرى - قريبا من رحبة باب العيد، أقرّ أخاه أبا محمد جعفرا المنعوت بالمظفّر بن أمير الجيوش بدار أمير الجيوش من حارة برجوان،


(a) بولاق: رجلا دينا.
(b) بولاق: يوصلهم.
(c) بولاق: استولى على.
(١) ابن عبد الظاهر: الروضة البهية ٣٢ - ٣٣، ٤٥ - ٤٦؛ المقريزي: مسودة المواعظ ٣٠١ - ٣٠٣.
(٢) ابن عبد الحكم: فتوح مصر ٢٣١.